مختارات من نوادر « روضة الكافي » للكليني - صفحه 334

« أَفَلا أَوقَرتُمُوهُ حَديدا؟ »

قال أبو عبد اللّه الصادق عليه السلام :
كيف صنعتم بعمّي زيد ؟ قال [ سليمان بن خالد ] : إنّهم كانوا يحرسونه ، فلمّا شفّ الناس أخذنا جثّته فدفنّاه في جرف على شاطئ الفرات ، فلمّا أصبحوا جالت الخيل يطلبونه فوجدوه فأحرقوه ، قال [ الإمام عليه السلام ] : أفلا أوقرتموه حديدا وألقيتموه في الفرات ؟ . . .۱.
وَقَرَ : أصل يدلّ على ثقل في الشيء ، وأوقر بعيره : من الوِقر ، وأوقرتِ النخلة ؛ أي كثر حملها ، يقال : نخلة موقرة ، والوقر : الثقل يُحمل على ظهرٍ أو على رأس ، وامرأة موقرة : إذا حملت حملاً ثقيلاً ، قال تعالى : « فَالْحَـمِلَـتِ وِقْرًا۲ ، يعني السحاب تحمل الماء الذي أوقرها ، وقوله تعالى : « وَ فِى ءَاذَانِنَا وَقْرٌ »۳ .
أوقر الدابّة إبقارا وقرة ، ودابّة وقرى ، وأكثر ما يُستعمل الوقر في حمل البغل والحمار ، والوسق في حمل البعير ، وفي الحديث : « لعلّه أوقر راحلته ذهبا » ، أي حمّلها وقرا ۴ .
عبارة الإمام عليه السلام : « ألا أوقرتموه » ، فيها معنى التوبيخ والإنكار لعدم تحسّبهم لعودة الذين مثّلوا بالشهيد أن يعودوا ويواصلوا أفعالهم الشنيعة ، فكان عليهم ـ على رأي الإمام ـ أن يدبّروا التدبير الصحيح الكامل ، وهو إلقاء الجثمان في الفرات بعد توقيره بالحديد ؛ لكي لا يطفو ويظهرُ لقَتَلَته على سطح الماء مرّة أُخرى .

1.الكافي : ج ۸ ص ۶۷۸ .

2.الذاريات : ۲ .

3.فصّلت : ۵ ، ديوان الأدب : ج ۳ ص ۲۶۷ ؛ مقاييس اللغة : ج ۶ ص ۱۳۲ ؛ التهذيب : ج ۹ ص ۲۸۰ .

4.تاج العروس : ج ۱۴ ص ۳۷۵ .

صفحه از 338