النَّبِىِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً»1» .
هديّة:
لعلّ المراد بصلاة المهاجرين والأنصار فوجاً فوجاً صلاتهم عشرة عشرة لما ذكر آنفاً.
الحديث الأربعون
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الرَّقِّيِّ ،۲قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : مَا مَعْنَى السَّلَامِ عَلى رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؟
فَقَالَ : «إِنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَ تَعَالى - لَمَّا خَلَقَ نَبِيَّهُ وَ وَصِيَّهُ وَ ابْنَتَهُ وَ ابْنَيْهِ وَ جَمِيعَ الْأَئِمَّةِ عليهم السلام ، وَ خَلَقَ شِيعَتَهُمْ ، أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ ، وَ أَنْ يَصْبِرُوا وَ يُصَابِرُوا وَ يُرَابِطُوا ، وَ أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ ؛ وَ وَعَدَهُمْ أَنْ يُسَلِّمَ لَهُمُ الْأَرْضَ الْمُبَارَكَةَ وَ الْحَرَمَ الْآمِنَ ، وَ أَنْ يُنَزِّلَ لَهُمُ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ ، وَ يُظْهِرَ لَهُمُ السَّقْفَ الْمَرْفُوعَ ، وَ يُرِيحَهُمْ مِنْ عَدُوِّهِمْ وَ الْأَرْضِ الَّتِي يُبَدِّلُهَا اللَّهُ مِنَ السَّلَامِ وَ يُسَلِّمُ مَا فِيهَا لَهُمْ ، لَا شِيَةَ فِيهَا - قَالَ : لَا خُصُومَةَ فِيهَا لِعَدُوِّهِمْ - وَ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ فِيهَا مَا يُحِبُّونَ ؛ وَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَلى جَمِيعِ الْأَئِمَّةِ وَ شِيعَتِهِمُ الْمِيثَاقَ بِذلِكَ ، وَ إِنَّمَا عَلَيْهِ السَّلَامُ۳ تَذْكِرَةُ نَفْسٍ الْمِيثَاقَ ، وَ تَجْدِيدٌ لَهُ عَلَى اللَّهِ لَعَلَّهُ أَنْ يُعَجِّلَهُ - عَزَّ وَ جَلَّ - وَ يُعَجِّلَ السَّلَامَ لَكُمْ بِجَمِيعِ مَا فِيهِ» .
هديّة:
الأولى جرّ (السلام) وتعلّق الظرف بالسلام من رفعه بالابتداء وخبريّة الظرف.
(وأن يصبروا) ناظرٌ إلى قوله تعالى في سورة آل عمران: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»۴.