285
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وقوله: (وعرّفه جاره) من التعريف بمعنى الإعلام، والضمير المنصوب للابن، والمجرور للرجل العالم، أو للابن أيضاً.
والأظهر أن يكون الرجل في قوله: (فهلك الرجل) فاعل «عرّف»، وهلك على سبيل التنازع.
وقوله: (ولكنّي أدري).
قيل: لعلّ علمه كان بإخبار ذلك العالم، وكان العالم أخذه من الأنبياء، حيث أخبروا بوحي السماء أنّ هذا المِلك سيرى تلك الأحلام، وهذه تعبيرها، أو بأن أخذ من العالم نوعاً من العلم يمكنه استنباط أمثال تلك الاُمور به، وكان ذلك من علوم الأنبياء، على أنّه يحتمل أن يكونا من الأنبياء.۱
وقوله: (واستوثق منه أن يفي له، فأوثق له).
في القاموس: «أوثقه فيه: شدّه. واستوثق منه: أخذ الوثيقة».۲
والمستتر في «استوثق» راجع إلى العالم، وضمير «منه» إلى الدِّين، وفي «أوثق له» بالعكس.
وقوله: (لا أنفد هذا المال) من الإنفاد، وهو الإفناء.
وقوله: (حتّى أهلك) من الإهلاك على صيغة الماضي المجهول، والمستتر فيه راجع إلى الرجل العالم.
وقوله: (ولا اُسئل عن مثل هذا الذي سُئلت عنه).
كلمة «عن» ليست في بعض النسخ، والفعلان على البناء للمفعول، وكونهما للفاعل محتمل.
وقوله: (زمان الكبش) بالتسكين، وهو الحمل إذا أثنى، أو إذا خرجت رباعيّته.
وقوله: (وأجمع رأيه على الغدر) برفع رأيه.
قال الجوهري: «أجمعت الأمر وعلى الأمر: إذا عزمت عليه. والأمر مجمع عليه، ويُقال أيضاً: اجمع أمرك ولا تدعه منتشراً».۳
وقوله: (فقاسمنيه).
يقال: قاسمه الشي‏ء، أي أخذ كلّ قسمة. والقسم - بالكسر - : الحظّ، والنصيب من الخير.

1.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۳۹ - ۵۴۱.

2.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۸۸ (وثق) مع التلخيص.

3.الصحاح، ج ۳، ص ۱۱۹۹ (جمع).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
284

شرح‏

السند ضعيف.
قوله: (متى [يكون‏] هذا الأمر) أي ظهور دولة الحقّ.
(فسُررنا به) على البناء للمفعول، أو للفاعل، أي جعلنا إخواننا مسرورين، والأوّل أظهر.
(فقال: يا حمران، [إنّ‏] لك أصدقاء وإخواناً ومعارف)؛ لعلّ الغرض من هذا الكلام وإيراد الحكاية أنّ هذا الزمان ليس زمان العدل والميزان، فأخاف أن لا يفي بعهد الكتمان، فإذا عرفت زمان ظهور هذا الأمر فلك معارف وإخوان، فتحدّثهم به، وينشأ منه المفاسد العظيمة، ومحض العهد بالكتمان لا ينفع؛ إذ لم يأت بعد زمان الميزان.
والحاصل: أنّ غالب أحوال الخلق في ذلك الزمان الغدر وعدم الوفاء بالعهد، وهذا يقتضي كتمان السرّ عنهم، فإذا اعتدل الزمان واعتدل أحوال أهله ينبغي إظهاره. أو المراد أنّ لك معارف وإخواناً تعاشرهم، ويمكنك استعلام زمان ظهور هذا الأمر من أطوارهم، فمهما رأيت منهم العزم على الانقياد والإطاعة والتسليم لإمامهم وكتمان السرّ فاعلم أنّه زمان ظهور القائم عليه السلام؛ فإنّ قيامه عليه السلام مشروط بذلك، وأهل كلّ زمان عامّتهم على وتيرة واحدة، وبذلك الذي ذكرناه من استعلام أحوال المعارف والإخوان نتمكّن من استعلام أحوال جميع أهل الزمان.
وقيل: كان المراد أنّهم وإن كانوا أصدقاء وإخواناً لك إلّا أنّهم لا يصادقونك على أنفسهم وأموالهم، ولا يفون لك بعهود الاُخوّة؛ لأنّ الزمان لا يقتضي ذلك، ولذلك لا يظهر أمرنا؛ إذ لا يساعده الزمان، ولا يوجد عليه الأعوان؛ لأنّه زمان الذئب، أو الكبش، فإذا جاء زمان الميزان يظهر أمرنا.۱
وقوله: (تزهد فيما عندي).
الزهد: خلاف الرغبة. يُقال: زهد في الشي‏ء وعن الشي‏ء - كعلم - أي لم يرغب فيه. وزَهَدَ - كمنع - لغة فيه.
وقوله: (وتقلّ) بكسر القاف.

1.القائل هو المحقّق الفيض رحمة اللَّه عليه في الوافي، ج ۱۲، ص ۳۵۷، ذيل ح ۲۵۴۵۵.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 68600
صفحه از 568
پرینت  ارسال به