قال الفيروزآبادي: «الشُهرة - بالضمّ - : ظهور الشيء في شنعه. شهره - كمنعه - وشهّره».۱
وقوله: (ليسوا منّا) أي من حزبنا وفي عداد شيعتنا.
(ولا نحن منهم) أي من حزبهم وفي زمرة أئمّتهم؛ لبطلان الارتباط الدينيّة بيننا وبينهم. وهذا كالصريح في أنّ المذيع خارج عن دين اللَّه.
(أنطلق) على صيغة المتكلّم.
وكذا قوله: (فاُداري) من المداراة وهي المدافعة والملائنة ضدّ، وأصله من الدرء.
وقوله: (يقولون: إمام) بالرفع، على أنّه خبر مبتدأ محذوف، أي الصادق عليه السلام إمام.
ويحتمل أن يُراد هذا اللّفظ، أي يتلفّظون بلفظ الإمام ولا يفهمون، معناه: ولا يعملون بمقتضاه. ويؤيّد الأوّل قوله: (ما أنا بإمام إلّا مَن أطاعني).
في بعض النسخ: «إلّا لمن».
وقوله: (لِمَ يتعلّقون باسمي).
«لِمَ» بكسر اللّام وفتح الميم لفظ يستفهم به، وأصله «ما» وصلت باللّام.
والتعلّق: التمسّك، والتشبّث.
وقوله: (ألا يكفّون)؛ الهمزة للاستفهام على سبيل اللؤم والتفريع، ولا للنفي، وفيه تعليم وترغيب على ترك تشهيره بذكر اسمه خصوصاً لفظ الإمام، أو تنبيه على أنّه ليس لهم من التشيّع نصيب إلّا القول، وهو بمجرّده لا ينفعهم.
متن الحديث الثاني والستّين والخمسمائة
۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ ذَرِيحٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«لَمَّا خَرَجَتْ قُرَيْشٌ إِلى بَدْرٍ ، وَأَخْرَجُوا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَعَهُمْ ، خَرَجَ طَالِبُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَنَزَلَ رُجَّازُهُمْ وَهُمْ يَرْتَجِزُونَ ، وَنَزَلَ طَالِبُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَرْتَجِزُ ، وَيَقُولُ :
يَا رَبِّ ، إِمَّا تُعَزِّزَنْ۲بِطَالِبٍفِي مِقْنَبٍ مِنْ هذِهِ الْمَقَانِبِ
فِي مِقْنَبِ الْمُغَالِبِ الْمُحَارِبِ۳بِجَعْلِهِ الْمَسْلُوبَ غَيْرَ السَّالِبِ
وَجَعْلِهِ الْمَغْلُوبَ غَيْرَ الْغَالِبِ
فَقَالتْ قُرَيْشٌ : إِنَّ هذَا لَيَغْلِبُنَا ، فَرَدُّوهُ» .
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: «أَنَّهُ كَانَ أَسْلَمَ» .