105
العقد النّضيد و الدّر الفريد

العقد النّضيد و الدّر الفريد
104

الحديث الثالث والثمانون

۰.قال سليم بن قيس :. وحدّثني أبو ذرّ وسلمان والمقداد ، ـ ثمّ سمعته من عليٍّ عليه السلام ـ قالوا : إنّ رجلاً فاخر عليّا عليه السلام، فقالَ رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله وسلم لعلي عليه السلام:
«يا أخِي ، فاخِرِ العرب ؛ فأنت [ أكرمهم ] ابن عمٍّ، وأكرمهم أبا ، و[ أكرمهم أخا ] ، وأكرمهم نفسا ، وأكرمهم نسبا ، وأكرمهم زوجةً ، وأكرمهم ولدا ، وأكرمهم عمّا ، وأعظمهم غناءً بنفسك ومالك ، وأتمّهم حلما ، وأَقدَمهم سلما ، وأكثرهم علما ، وأنت أقرأهم لكتاب اللّه ، وأَعلمهم بسنن ۱ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وأشجعهم قلبا ۲ ، وأجودهم كفّا ، [ وأزهدهم في الدنيا ، وأشدّهم اجتهادا ، وأحسنهم خلقا ] ، وأصدقهم لسانا ، وأحبّهم إلى اللّه عز و جلوإليَّ .
وستبقى بعدي ثلاثين سنة تعبد اللّه وتصبر على ظلم قريش ، ثمّ تجاهد في سبيل اللّهِ إذا وجدت أَعوانا ؛ تقاتل على القرآن ـ كما قاتلت [ معي ] على تنزيله ـ [ الناكثين والقاسطين والمارقين من هذه الأُمّة ] ، ثمّ تقتل شهيدا ، تخضب لحيتك من دم رأسك ، قاتِلُك يعدل عاقر الناقة في البغض [ إلى اللّه ] والبعد من اللّه ومنّي ، ويعدل قاتلَ يحيى بن زكريّا ، وفرعونَ ذا الأوتاد» .
قال أبان : وحدّثت بهذا الحديث الحسن البصري عن أبي ذرّ وسلمان ، فقال : صدق سلمان وصدق أبو ذرّ ، لعلي بن أبي طالب عليه السلامالسابقة في الدين والعلم و[ الحكمة والفقه ، وفي الرأي والصحبة ، وفي الفضل ، وفي البسطة ، وفي العشيرة ، وفي الصهر ، وفي النجدة ، وفي الحرب ، وفي الجود ، وفي الماعون ، وفي العلم بالقضاء ، وفي القرابة ، وفي حسن ] ۳ البلاء في الإسلام، إنّ عليّا عليه السلامكان في كلّ فنٍّ
عالما ؛ فرحم اللّه عليّا وصلّى عليه . [ ثمّ بكى حتّى بلّ لحيته ] .
[ قال : ] فقلت له : يا أبا سعيد ، أتقول لأحدٍ غير النبيّ : «صلّى اللّه عليه» إذا ذكرته؟
فقال : ترحّم على المسلمين إذ ذكرتهم ، وصلِّ على محمّد وآل محمّد ، وإنّ عليّا خير آلِ محمّدٍ .
فقلت : يا أبا سعيد ، خير من حمزة ومن جعفر ومن فاطمة ومن الحسن والحسين؟
قال : أي واللّه ، إنّه لخير منهم ، ومَن يشكّ في أ نّه خير منهم؟!
فقلت : بماذا؟
قال : [ إنّه لم يجرِ عليه اسم شرك ولا كفر ولا عبادة صنم ولا شرب خمر ، وعليّ خير منهم ]بالسبق إلى الإسلام ، والعلم بكتاب اللّه وسنّة نبيّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قال لفاطمة :«زوَّجتُك خير أُمّتي» ؛ فلو كان في الأُمَّةِ خير منه لاستثناه ، وإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم آخى بين أصحابه وآخى بين عليّ ونفسه ؛ فرسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم خيرهم نفسا وخيرهم أخا .
ونصبه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بغدير خمّ ، [ وأوجب له من الولاية على الناس مثل ما أوجب لنفسه ؛ فقال : «من كنت مولاه فعلّي مولاه»] ، وقال : «أنْتَ منّي بمنزلة هارون من موسى» ولم يقل لِأحدٍ من أهل بيته ولا لأحدٍ من أُمّته غيرِه ، وله سوابق كثيرة ومناقب ليس لأحد من الناس مثلها .
قال : فقلت له : مَنْ خير هذه الأُمّة بعد عليّ؟ قال : زَوْجتُهُ وابْنَاهما ۴ .
قلت : ثمّ مَنْ؟ قال : ثمّ جعفر وحمزة ، وخير الناس أصحاب الكساء الذين نزلَتْ فيهم آية التطهير ؛ ضمّ فيها نَفْسه و عليّا و فاطمة و الْحَسَن و الحسين صلوات اللّه
عليهم أجمعين ، ثمّ قال : «هؤلاء ثقْلِي و أهل بَيْتِي و عِتْرَتي ، اللّهمّ فأذْهِبْ عَنْهُم الرِّجْسَ و طهِّرْهُمْ تطهيرا» . فقالت أُمّ سلمة : أدخِلني معك و معهم في الكساء! فقال لها : «يا أُمّ سلمة، أنتِ إلى خير وبخير ، وإنّما نَزلَتْ هذه الآية فيَّ وفي هؤلاء خاصّة».
قلت : فما الذي يروى عنك في عليٍّ عليه السلام وما سمعتك تقول فيه؟!
قال : يا أخي [ أحقن بذلك دمي من الجبابرة الظلمة لعنهم اللّهُ ، يا أخي ] لولا ذلك لقد شالت بي الخشب ، ولكنّي أقول ما سمعت فيبلغهم ذلك فيكفُّونَ عَنّي . وقال : إنّما أعني ببغض عليّ غير عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فيحسبون أنّي لهم وليّ ، قال اللّه عز و جل : «ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ»۵ يعني التقيّة ۶ .
ويقال : إنّ الحسن لمّا سمع بقتل الحسين عليه السلام بكى وقال : واذلاّه لأُمّة قتل ابن دعيّها ابن بنتها !

1.في المصدر : «سنن اللّه ».

2.في المصدر زيادة: «في لقاء يوم الهيج».

3.الزيادة من المصدر.

4.في المصدر : «وابناه».

5.المؤمنون (۲۳) : ۹۶ ـ فصّلت (۴۱) : ۳۴.

6.كتاب سليم بن قيس : الحديث السادس ؛ وعنه البحار ۴۰ : ۹۳ ، الحديث ۱۱۵ ؛ ورواه شاذان بن جبرئيل في الفضائل : ۱۴۵ ؛ والطبرسي في الاحتجاج ۱ : ۲۲۹.

  • نام منبع :
    العقد النّضيد و الدّر الفريد
    سایر پدیدآورندگان :
    الناطقي، علي اوسط
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1381
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 23226
صفحه از 243
پرینت  ارسال به