78
كتابه عليه السلام إلى معاوية
۰.« أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي عَلَى التَّرَدُّدِ فِي جَوَابِك ، والاسْتِمَاعِ إلَى كِتَابِك لَمُوَهِّنٌ رَأْيِي ، ومُخَطِّئٌ فِرَاسَتِي ، وإنَّك إِذْ تُحَاوِلُنِي الأُمُورَ ، وتُرَاجِعُنِي السُّطُورَ ، كَالْمُسْتَثْقِلِ النَّائِمِ تَكْذِبُهُ أَحْلامُهُ ، والْمُتَحَيِّرِ الْقَائِمِ يَبْهَظُهُ مَقَامُهُ ، لا يَدْرِي أَ لَهُ مَا يَأْتِي أَمْ عَلَيْهِ ، ولَسْتَ بِهِ غَيْرَ أَنَّهُ بِكَ شَبِيهٌ .
وأُقْسِمُ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَوْلا بَعْضُ الاسْتِبْقَاءِ لَوَصَلَتْ إِلَيْك مِنِّي قَوَارِعُ تَقْرَعُ الْعَظْمَ ، وتَهْلِسُ اللَّحْمَ .
واعْلَمْ أَنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ ثَبَّطَك عَنْ أَنْ تُرَاجِعَ أَحْسَنَ أُمُورِك ، وتَأْذَنَ لِمَقَالِ نَصِيحَتِك ، والسَّلامُ لأَهْلِهِ » ۱
79
كتابه عليه السلام إلى معاوية
۰.« أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ الدُّنْيَا مَشْغَلَةٌ عَنْ غَيْرِهَا ، ولَمْ يُصِبْ صَاحِبُهَا مِنْهَا شَيْئا ، إِلاَّ فَتَحَتْ لَهُ حِرْصا عَلَيْهَا ولَهَجا بِهَا ، ولَنْ يَسْتَغْنِيَ صَاحِبُهَا بِمَا نَالَ فِيهَا عَمَّا لَمْ يَبْلُغْهُ مِنْهَا ،
ومِنْ وَرَاءِ ذَلِك فِرَاقُ مَا جَمَعَ ، ونَقْضُ مَا أَبْرَمَ ، ولَو اعْتَبَرْتَ بِمَا مَضَى حَفِظْتَ مَا بَقِي ، السَّلامُ » . ۲