97
مكاتيب الأئمّة جلد1

مكاتيب الأئمّة جلد1
96

حُذَيْفَةُ بنُ اليَمان

حُذَيْفَة بن اليَمان بن جابر ، أبو عبد اللّه العَبْسِيّ . كان من وجهاء الصَّحابة وأعيانهم . وقد أثنى عليه الرِّجاليّون وأصحاب التَّراجم بمزايا ذكروها في كتبهم، كقولهم : كان من نجباء ۱ وكبار أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله ۲ ، وقولهم : صاحب سرّ النبيّ صلى الله عليه و آله ۳ ، وقولهم : وأعلم النَّاس بالمنافقين ۴ . وأسرّ إليه رسول اللّه صلى الله عليه و آله أسماء المنافقين ۵ وضبط عنه الفتن الكائنة في الاُمّة ۶ إلى قيام السَّاعة ۷ .
لم يشهد بدر ا ، وشهد اُحد ا وما بعدها من المشاهد ۸ . كان أحد الَّذين ثبتوا على العقيدة . لم يصبر على تغيير حقّ الخلافة، وخلافةِ الحقِّ بعد وفاة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ووقف إلى جانب عليّ عليه السلام بِخُطىً ثابتة ۹ .
كان حُذَيْفَة ممّن شهد جنازة السَّيِّدة فاطمة الزَّهراء عليهاالسلام ، وصلّى على جثمانها الطاهر ۱۰ .
وليَ المَدائِن في عهد عمر وعثمان ۱۱ . وكان مريضا في ابتداء خلافة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام . مع هذا كلّه لم يُطِق السُّكوت عن مناقبه وفضائله صلوات اللّه عليه ، فصعد المنبر برغم مرضه ، وأثنى عليه أبلغ الثَّناء ، وذكره بقوله : فواللّه ِ إنّهُ لَعلَى الحقِّ آخِرَا وأوّلاً ۱۲
. وقوله : إنَّهُ لَخَيرُ مَن مَضَى بَعدَ نَبيِّكُم . وأخذ لَهُ البيعة ۱۳ ، بعد أن بايعه بنفسه ۱۴ .
وأوصى أولاده مؤكّدا عليهم ألاّ يقصّروا في اتّباعه والسَّير وراءه ۱۵ ، وقال لهم : فإنّهُ واللّه ِ علَى الحقِّ ، ومَن خالَفَهُ علَى الباطلِ . ثمّ توفّي بعد سبعة أيّام مضت على ذلك ۱۶ . وقيل : توفّي بعد أربعين يوما ۱۷ .
في الأمالي للطوسيّ عن حُذَيْفَة : ألا مَن أرادَ ـ وَالَّذي لا إلهَ غَيرُهُ ـ أن يَنظُرَ إلى أميرِ المؤمنينَ حَقّا حَقّا ، فَليَنظُر إلى عليِّ بنِ أبي طالِب ، فَوازِروهُ واتّبِعوهُ وانصُروهُ ۱۸ .
وفي مروج الذَّهب : كان حُذَيْفَة عليلاً بالكوفة في سنة ستّ وثلاثين ، فبلغه قتل عثمان وبيعة النَّاس لعليّ ، فقال : أخرجوني وادعوا الصَّلاة جامعة ، فوُضِع على المنبر ، فحَمِدَ اللّه َ وأثنى عليهِ وصلّى على النَّبيِّ وعلَى آلهِ ، ثمّ قال :
أيُّها النَّاس ! إنَّ النَّاسَ قَد بايَعوا عَلِيّا ؛ فَعَليكُم بِتقَوى اللّه ِ ، وانصُروا عَلِيّا ووازِروهُ ، فواللّه ِ إنّهُ لعلَى الحقِّ آخِرا وأوّلاً ، وإنَّهُ لَخَيرُ مَن مَضَى بَعدَ نَبيِّكُم ومَن بَقِيَ إلى يَومِ القِيامَةِ .
ثُمّ أطبَقَ يمينَهُ علَى يَسارِهِ ثُمَّ قالَ : اللَّهمَّ اشهَد ، إنّي قَد بايَعتُ عَلِيّا . وقالَ : الحمدُ للّه ِ الَّذي أبقاني إلى هذا اليوم . وقالَ لابنَيهِ صَفْوَانَ وسَعد ٍ : احمِلانِي ، وكونا مَعَهُ ؛ فَستَكونُ لَهُ حُروبٌ كَثيرِةٌ ، فَيَهلِك فيها خَلقٌ مِنَ النَّاسِ ، فاجتَهِدا أن تُستَشهَدا مَعَهُ ؛ فإنّهُ واللّه ِ علَى الحقِّ ، ومَن خالَفَهُ علَى الباطِلِ . وماتَ حُذَيْفَة ُ بَعدَ هذا اليومِ بِسبعَةِ أيّامٍ ۱۹ .
وفي الأمالي للطوسيّ عن أبي راشِد : لمّا أتى حُذَيْفَة َ بيعةُ عليّ عليه السلام ، ضرب بيده ۲۰ واحدة على الاُخرى وبايع له ، وقال : هذهِ بَيعَةُ أميرِ المُؤمِنينَ حَقّا ، فو اللّه ِ لا يُبايَعُ بَعدَهُ لِواحِدٍ مِن قُريش ٍ، إلاّ أصغَرَ أو أبتَرَ يُوَلِّي الحقَّ استَهُ ۲۱ .
وفي مجمع الزوائد عن سَيَّار أبي الحَكَم : قالت بنو عبس لحُذَيْفَة : إنّ أمير المؤمنين عثمان قد قُتل ، فما تأمرنا ؟ قال : آمُرُكُم أن تَلزَموا عَمَّار ا . قالوا : إنّ
عَمّار ا لا يُفارِقُ عليَّا ! قال : إنّ الحَسَدَ هُو أهلَكَ الجَسدَ ، وإنَّما يُنفِّرُكُم مِن عَمَّار ٍ قُربُهُ مِن عليّ ! فَواللّه ِ لَعَلِيٌّ أفضَلُ مِن عَمَّار ٍ أبعَدَ ما بَينَ التُرابِ والسَّحابِ ، وإنّ عَمَّار ا لَمِنَ الأخيارِ ، وهُوَ يَعلَمُ أنَّهُم إن لَزِموا عَمَّار ا كانوا مَعَ عَلِيٍّ ۲۲ .

1.سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۲ ص۳۶۱ الرقم۷۶ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۴۹۴ .

2.الاستيعاب : ج ۱ ص۳۹۴ الرقم۵۱۰ ؛ رجال الطوسي : ص۳۵ الرقم۱۷۸ ، رجال البرقي : ص۲ .

3.صحيح البخاري : ج۳ ج ص۱۳۶۸ ص۳۵۳۳ ، مسند ابن حنبل : ج ۱۰ ص۴۲۸ ح۲۷۶۰۸ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۲ ص۳۶۱ الرقم۷۶ .

4.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۴۲۹ ح۵۶۳۱ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۲ ص۳۶۳ الرقم۷۶ .

5.سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۲ ص۳۶۴ الرقم۷۶ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۴۹۴ .

6.سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۲ ص۳۶۴ الرقم۷۶ .

7.تهذيب الكمال : ج ۵ ص۵۰۰ الرقم۱۱۴۷ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۴۹۴ .

8.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۴۲۸ ح۵۶۲۳ ، الطبقات الكبرى : ج۶ ص۱۵ و ج۷ ص۳۱۷ ، تاريخ بغداد : ج ۱ ص۱۶۱ الرقم۱۱ .

9.الخصال : ص۶۰۷ ح۹ ، عيون أخبار الرضا : ج ۲ ص۱۲۶ ح۱ .

10.الخصال : ص۳۶۱ ح۵۰ ، رجال الكشّي : ج۱ ص۳۴ الرقم ۱۳ ، الاختصاص : ص۵ ، تفسير فرات : ص۵۷۰ ح۷۳۳ .

11.تاريخ مدينة دمشق : ج۱۲ ص۲۶۱ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۴۹۳ ، تهذيب التهذيب :ج ۱ ص۵۱۶ الرقم۱۳۶۷ ؛ إرشاد القلوب : ص۳۲۱ .

12.راجع: مروج الذهب : ج۲ ص۳۹۴ .

13.مروج الذهب : ج۲ ص۳۹۴ ؛ إرشاد القلوب : ص۳۲۲ وفيه « نعلمه » بدل « مضى » .

14.راجع: الأمالي للطوسي : ص۴۸۷ ح۱۰۶۶ .

15.راجع: مروج الذهب : ج۲ ص۳۹۴ ، الاستيعاب : ج ۱ ص۳۹۴ الرقم۵۱۰ .

16.مروج الذهب : ج۲ ص۳۹۴ .

17.راجع: المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۴۲۸ ح۵۶۲۳ ، التاريخ الكبير : ج۳ ص۹۵ ح۳۳۲ ، مروج الذهب : ج۲ ص۳۹۴ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۲ ص۲۶۱ .

18.الأمالي للطوسي : ص۴۸۶ ح۱۰۶۵ وراجع مروج الذهب : ج۲ ص۳۹۴ .

19.مروج الذهب : ج۲ ص۳۹۴ .

20.كذا في المصدر، والظاهر أنّها: « بيديه ».

21.الأمالي للطوسي : ص۴۸۷ ح۱۰۶۶ .

22.مجمع الزوائد : ج ۷ ص۴۸۸ ح۱۲۰۵۸ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۴۳ ص۴۵۶ وفيه « ابن عبس » بدل « بنو عبس » ، ينابيع المودّة : ج ۱ ص۳۸۴ الرقم۱۲ ، كنز العمّال : ج ۱۳ ص۵۳۲ ح۳۷۳۸۵ ؛ شرح الأخبار : ج ۱ ص۲۱۰ ح۱۸۱ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة جلد1
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 183371
صفحه از 568
پرینت  ارسال به