207
في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر

مسوَّمة ،۱ يَجمَع اللَّه تعالى له مِن أقاصِي البلادِ على عِدّةِ أهلِ بدرٍ ثلاثَمائةٍ وثلاثةَ عشر رجلاً ، معه صحيفةٌ مختومةٌ فيها عددُ أصحابِه بأسمائِهم وأنسابِهم وبُلدانِهم وطبائعِهم وحُلاهم وكُناهم ، كَدّادُونَ مُجِدُّون في طاعتِه ».۲

۶۰.كمال الدين، عن الصقر بن أبي دلف، قال: سمعتُ أبا جعفرٍ محمّدَ بنَ عليٍّ الرضا عليه السلام يقول: «إنّ الإمامَ بعدي ابني عليٌّ؛ أمرُه أمري، وقولُه قولي، وطاعتُه طاعتي، والإمامُ بعدَه ابنُه الحسنُ؛ أمرُه أمر أبيه، وقولُه قولُ أبيه، وطاعتُه طاعةُ أبيه». ثمّ سكتَ، فقلتُ له: يا ابنَ رسولِ اللَّه، فمَن الإمامُ بَعد الحسنِ؟ فبكى عليه السلام بكاءً شديداً، ثمّ قال: «إنّ مِن بَعدِ الحسنِ ابنُه القائمُ بالحقِّ المنتظَرُ...».۳

الإمام عليّ بن محمّد الهادي عليه السلام‏

۶۱.الأمالي للصدوق، عن عبد العظيم بن عبد اللَّه الحسني : دخلتُ على سَيِّدي عليِّ بن محمَّدِ بن عليِّ بن موسى بن جعفرِ بن محمَّدِ بن عليِّ بن الحسينِ بن عليِّ بن أبي طالبٍ عليهم السلام ، فلمّا بَصُرَني (بَصُرَ بي) قال لي : «مرحَباً بك يا أبا القاسم ، أنتَ وَلِيُّنا حَقّاً» . فقلتُ له : يا ابنَ رسولِ اللَّهِ ، إنّي اُريدُ أن أعرِضَ عليك ديني ، فإن كان مرضِيّاً ثَبَتُّ عليه حتّى ألقَى اللَّهَ عزّ وجلّ . فقال : «هاتِ يا أبا القاسم». فقلت : إنّي أقولُ : إنَّ اللَّهَ تعالى واحدٌ ليس كمِثلِه شَي‏ءٌ ، خارجٌ من الحَدَّين : حَدِّ الإبطالِ وحَدِّ التَّشبيهِ، وإنَّهُ ليس بجسمٍ ولا صورةٍ ولا عرَضٍ ولا جَوهَرٍ ، بل هو مُجَسِّمُ الأجسامِ ومصَوِّرُ الصُّوَر ، وخالقُ الأعراضِ والجَواهرِ ، وربُّ كُلِّ شي‏ءٍ ومالِكُه وجاعِلُه ومُحدِثُه .
وأنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُه خاتَمُ النَّبيّينَ ، فلا نبيَّ بعدَه إلى يومِ القيامة ، وأنَّ شريعَتَه

1.مُسَوَّمين : مُعلَمين (النهاية : ج ۲ ص ۴۲۵ «سوم») .

2.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۵۹ ح ۲۹ ، كمال الدين : ص ۲۶۴ ح ۱۱ ، قصص الأنبياء للراوندي : ص ۳۶۱ ح ۴۳۷ ، إعلام الورى : ج ۲ ص ۱۸۹ ، الصراط المستقيم : ج ۲ ص ۱۵۴ و ۱۵۵ ، الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۵۵۰ ح ۱۱ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۳۰۹ ح ۴ .

3.كمال الدين: ص ۳۷۸ ح ۳، الصراط المستقيم: ج ۲ ص ۲۳۰، بحار الأنوار: ج ۵۴ ص ۳۰ ح‏۴، إثبات الهداة: ج ۱ ص ۵۱۸.


في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر
206

قال : يا اُبيُّ ، والذي بَعَثَني بالحقِّ نبيّاً ، إنّ الحسينَ بنَ عليٍّ في السماءِ أكبرُ منه في الأرضِ ، وإنّه لمكتوبٌ عن يَمينِ عرشِ اللَّه عزّ وجلّ : مصباحُ هدًى وسفينةُ نَجاة ، وإمامُ خيرٍ ويُمنٍ وعِزٍّ وفخرٍ وعلمٍ وذُخرٍ . وإنّ اللَّهَ رَكَّب في صلبِه نطفةً طيّبةً مباركةً زكيّةً... فقال له أبي: يا رسولَ اللَّه، فهل له مِن خَلَفٍ ووصيٍّ؟ قال: نعم، له مواريثُ السماواتِ والأرضِ. قال: ما معنى مواريثِ السماواتِ والأرضِ؟ قال: القضاءُ بالحقِّ والحكمُ بالديانة وتأويلُ الأحكامِ وبيانُ ما يكون. قال: فما اسمُه؟ قال: اسمُه محمّدٌ... رَكَّب اللَّهُ عزّ وجلّ في صلبِه نطفةً طيبةً مباركةً زكيّة، وأخبرني جبرئيلُ عليه السلام: أنّ اللَّهَ عزّ وجلّ طَيَّب هذه النطفةَ وسمّاها عنده جعفراً وجَعَلَه هادياً ومهديّاً راضياً مرضيّاً... يا اُبيُّ، إنّ اللَّهَ - تبارَك وتعالى - رَكَّب على هذه النطفةً نطفةً زكيّةً مباركةً طيّبةً، أنزلَ عليها الرحمةَ وسمّاها عنده موسى...وإنّ اللَّه عزّ وجلّ ركَّب في صُلبِه نطفةً مباركةً زكيّةً رضيّةً مرضيّةً، وسمّاها عنده عليّاً، يكون للَّه تعالى في خَلقِه رضيّاً في علمِه وحكمِه، ويجعله حجّةً لشيعتِه يَحتَجُّون به يومَ القيامة... وإنّ اللَّهَ عزّ وجلّ ركَّب في صلبِه نطفةً مباركةً طيّبةً زكيّةً رضيّةً مرضيّةً، وسمّاها محمّدَ بنَ عليٍّ، فهو شفيعُ شيعتِه، ووارثُ علمِ جَدِّه... وإنّ اللَّهَ تعالى رُكّب في صلبِه نطفةً لا باغيةً ولا طاغيةً بارّةً مباركةً طيّبةً طاهرة، وسمّاها عنده عليَّ بنَ محمّدٍ فألبسَها السكينةَ والوقار، وأودَعَها العلومَ وكلَّ سرٍّ مكتوم... وإنَّ اللَّهَ - تبارك وتعالى - رَكَّب في صُلبِه نطفةً، وسمّاها عنده الحسنَ، فجَعَلَه نوراً في بلادِه، وخليفةً في أرضِه، وعِزّاً لاُمّةِ جدَّه، وهادياً لشيعتِه، وشفيعاً لهم عند رَبِّه، ونقمةً على مَن خالَفَه، وحجّةً لِمَن والاه، وبرهاناً لمَن اتّخذَه إماماً... وإنّ اللَّه - تبارك وتعالى - رَكّب في صلبِ الحسنِ نطفةً مباركةً زكيّةً طيّبةً طاهرةً مطهَّرة ، يرضى بها كُلُّ مؤمنٍ ممّن قد أخَذ اللَّهُ تعالى ميثاقَه في الولاية ، ويكفر بها كُلُّ جاحدٍ ، فهو إمامٌ تقيٌّ نقيٌّ سارّ۱مرضيٌّ هادٍ مهديٌّ ، يَحكم بالعدلِ ويأمُر به ، يصَدِّق اللَّهَ تعالى ويصَدِّقُه اللَّهُ تعالى في قولِه ، يَخرُج مِن تِهامَةَ حين تَظهَرُ الدلائلُ والعلاماتُ ، وله كنوزٌ لا ذهَبٌ ولا فِضّةٌ ، إلّا خيولٌ مطهَّمةٌ۲ ورجالٌ

1.في نسخة من المصدر : بارّ .

2.المُطَهَّمُ : الفاحِشُ السِّمَن ، وقيل : النحيف الجسم وهو من الأضداد (النهاية : ج ۳ ص ۱۴۷ «طهم») .

  • نام منبع :
    في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1391
    نوبت چاپ :
    اول
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000
تعداد بازدید : 78678
صفحه از 260
پرینت  ارسال به