متأخّري نابتة عصرنا من الحشوية الوهابيين الذين تميّزوا عن المسلمين بشذوذهم في الاقتداء بمن اتّفق المسلمون على ضلالته وتيهه وهو ابن تيمية الذي كفّره أقرب الناس إليه وهم تلامذته. ولا عجب في ذلك بعد أن عرف الكلُّ تكفيرهم لجميع أهل التوحيد!!
ولادته:
لم يؤرّخ أحد من علماء الرجال ولادة الكلينيّ، ولكن يمكن تقدير مدّة عمره بناءً على معرفتنا بتاريخ وفاته رحمه الله في سنة 329هـ كما سيأتي، بعد تلمّس القرائن التي تفيد في تقدير تاريخ ولادته، ومن هذه القرائن:
1 ـ إنّه وصف بأنّه من المجدّدين لمذهب الشيعة الإمامية على رأس المائة الثالثة (300هـ )، والمجدّد لا يكون مجدّداً دون سنّ الأربعين عادةً، وهذه القرينة تقتضي بأنّ ولادته في حدود سنة (260هـ ).
2 ـ إنّه رحمه الله حدّث في الكافي عن محمّد بن الحسن الصفار وهو من مشايخه، وقد مات الصفّار سنة (290هـ ).
وإذا علمنا أنّ الغرض من تأليف الكافي يختلف عن أغراض أغلب المؤلّفين، إذ أراده الكليني أن يكون مرجعاً للشيعة في معرفة الحلال والحرام بناءً على طلب قُدِّم له في هذا الخصوص كما هو معلوم من ديباجة الكافي.
والعادةُ والعرف شاهدان على أنّ مثل هذا الطلب لا يوجّه إلّا للأمثل فالأمثل، وهو من صَلُبَ عودُه في العلم واكتملت معرفته، وعرفت كفاء ته وشخّصت منزلته، وأكْسبته الأيّام خبرةً واسعة في معرفة الحديث الشريف.
وعليه، فإنْ قلنا بأنّ سنة (290هـ ) هي بداية الشروع في تأليف الكافي بناءً على وفاة شيخه الصفّار في تلك السنة، فلا أقل من أن يكون عمره وقت التأليف