الزهري ، أحاديثه و سيرته - الصفحه 100

عكرمة بن خالد ، عن مالك بن أوس بن الحدثان . انتهى .
وحاصل السؤال : كيف تتّهمون الزهري بالرواية ، وهذه متابعة عن أيّوب عن عكرمة بن خالد؟
قلنا : هذه ، إن صحّت عن مالك بن أوس ، تكون بذرة ألقاها إلى الزهري فصارت شجرة ، والمراد بذرة القصّة المذكورة .
فأمّا مجرّد الحديث « . . . لا نورّث . . .» فأظنّ بذرته من أبي هريرة .
ففي رواية الزهري زيادات هامّة ليست في هذه الرواية ، ولا يبعد أنّ مالك بن أوس أسرّ إلى الزهري بذرته ، لثقته به أنّه يتقبّلها منه ، وأسرّها كذلك إلى عكرمة ، ولم يجرأ على روايتها لغيرهما ممّن يخشى منه أن يزجره عن الكذب على العبّاس وعلى عمر ، فلم يروها عنه غيرهما .
واعلم أنّ عكرمة بن خالد مظنّة النَصْب ، فهو متّهم في هذه الرواية ، ولا يبعد أنّه ساعد الزهري أو ساعده الزهري ، وزاد ، فإنّ عكرمة هو عكرمة بن خالد بن العاص بن أبي جهل .
وكذلك الراوي عنه أيّوب : بصري بالغ القوم في مدحه ، عكس عادتهم في الشيعة ، وروى ابن حجر في ترجمته في تهذيب التهذيب عن حمّاد بن زيد : كان أيّوب عندي أفضل من جالسته وأشدّه اتّباعاً للسنّة ، ومن معنى هذا أنّه كان عثمانياً .
وذكر في تهذيب التهذيب في ترجمة حمّاد بن زيد : إنّه كان عثمانياً .
هذا ، ولنفرض أنّ رواية أيّوب عن عكرمة متابعة للزهري فيما اشتركا فيه ، فإنّه لا يصحّ أن تكون متابعة فيما اختّصت به رواية الزهري ، فالانتقاد الذي ذكرناه أوّلاً وثانياً وثالثاً كلّه مستقيم في رواية الزهري بخصوصها وطولها وعرضها .
ونزيد فيما يخصّها فنقول :

الصفحه من 229