الزهري ، أحاديثه و سيرته - الصفحه 95

بعض الروايات لنصرة مذهب يتعصّب له ، أو حكومة يتقرّب إليها .
منهم : الزهري محمّد بن مسلم ، ويقال له : ابن شهاب .
ومنهم : ابن أبي مُليكة ، وعروة بن الزبير ، وعكرمة مولى ابن عبّاس ، وعكرمة بن عمّار ، وحمّاد بن سلمة .
ولمّا كان الزهري إمام أهل الاُمّهات الستّ ـ التي تسمّى الصحاح ـ ومن كان على طريقتهم ، وكان الجرح فيه أمراً عظيماً عندهم ، خصّصت هذه الورقات لتحقيق ضعفه ، واعتنيت فيها بتقرير ذلك في فصلين :
الأوّل : في الروايات التي نوردها وهي من رواية الزهري ، وتهمته فيها ظاهرة عند من يحرّر فكره ، والغرض هو تقرير : أنّه متّهم فيما تجرّ إليه عصبيّة المذهب ، أو هوى النفس ، لا القطع بكفره أو فسقه .
فلايعترض مانورده بأنّه لايدلّ دلالة قاطعة،والتكفيروالتفسيق يحتاج إلى ذلك.
إذ ليس الغرض التكفير ولا التفسيق ، إنّما الغرض تقرير أنّه متّهم ، ليتوقّف الناظر في حديثه ، ولا يتّكل على روايته حتّى يكون لها شاهدٌ يشهد بصحتّها ، وأكثر الجرح والتعديل إنّما هو بالقرائن والأمارات المفيدة للظنّ والرجحان ، لأنّ الغرض البناء على ذلك في طرح الرواية أو العمل بها ، لا الحكم بأنّ الراوي من أهل الجنّة أو من أهل النار ، ولا معاقبته في الدنيا أو إثابته .
فليعتبر الناظر في هذه الورقات هذه المقدّمة ، ولا يجادل عن الزهري مجادلته عمّن يحكم عليه بعقوبة عاجلة أو آجلة ـ هذا ـ ولعلّ بعض الناظرين المفكّرين المحرّرين لأفكارهم يحكم على الزهري بالكفر أو الفسق ولسنا نبرّؤه عن ذلك ، ولكن ليس الغرض تقريره ولا نفيه .
والفصل الثاني : في الزهري مع بني اُميّة .
واستلزم ذلك إيراد خاتمة خارجة عن الموضوع ، ولكن جرّ إليها الكلام في الفصل الأوّل ، كما يعرف ذلك عند المطالعة لهذه الورقات .
والله المستعان وعليه التكلان .

الصفحه من 229