الفهرست بأنّه جامع للعلوم كلّها ، ومنها الرجال والحديث والدراية ۱ ومن البعيد عدم اعتنائه بما ذكروه فيها .
ويظهر ممّا ذكر أنّ نفيه من الأخباريّة أيضاً غير معلوم إلاّ من بعضهم المصرّح بذلك ، وإلاّ فمجرّد دعوى قطعيّة أخبار الكتب الأربعة أو مع إضافة بعض آخر أو مطلقاً لاتنافي الافتقار إلى الرجال ؛ لاحتمال أو ظهور استفادتهم القطع من الرجال أو من أسباب هو من جملتها ، كيف! ويأتي منهم ما يفيد ذلك ، كقولهم : إنّ الراوي إذا كان ثقةً لم يرض بالافتراء ولا بخبر لم يكن بيّناً واضحاً عنده ، وإن كان فاسد المذهب،يفيد نقله القطع بالصحّة والصدور،وقولهم:«إنّ بعض الرواه ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه ، فصحّة رواياته إجماعيّة» إلى غير ذلك .
ولعلّ هذه الدعوى إنّما صدرت لدفع ما أورده المجتهدون على إيرادهم عليهم في استعمالهم الظنّ كما نطق به حدّ الاجتهاد المذموم في بعض الأخبار : بأنّكم لاتسلمون عن استعمال الظنّ ؛ لأنّ أخبار الآحاد كلّها ظنّيّة السند والدلالة ، فالتزموا بقطعيّة السند بل الدلالة .
[ شبهات الأخباريّين في الاستغناء عن علم الرجال]
وكيف كان فلهم شبهات عديدة مذكورة في كتب الاُصول . واحتمال ذكر بعضها من قِبَلهم وإن لم يذكروه أو بإرادة فرض ذكرهم له ليس بذلك البعيد .
فمنها : أنّ علم الرجال علم منكر يجب التحرّز عنه ؛ لأنّ فيه تفضيح الناس ، وقد نُهِينا عن التجسّس عن معايبهم وأُمِرنا بالغضّ والتستّر .
ومنها : أنّ بعض أهل هذا العلم ـ الذي قد بنوا على أقوالهم في الجرح والتعديل ـ