45
توضيح المقال في علم الّرجال

كانوا فاسدي العقيدة وإن لم يكونوا فسّاقاً بالجوارح .
مثل : ابن عُقدة وكان زيديّاً جاروديّاً مات عليه بنصّ النجاشي ۱ والشيخ . ۲ وفي الخلاصة : «كان زيديّاً» . ۳
ومثل : عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال وكان فطحيّاً بتصريح الشيخ والنجاشي ، ۴ وصرّح في الخلاصة بفساد مذهبه . ۵
ومع ذلك قال في التعليقة ـ في بيان حاله أنّ الطائفة عملت بما رواه بنو فضّال ـ : «وكثيراً مايعتمدون على قوله في الرجال ، ويستندون إليه في معرفة حالهم من الجرح والتعديل» . ۶
بل غير خفيّ أنّه أعرف بهم من غيره ، بل من جميع علماء الرجال ، فإنّك إذا تتبّعت وجدت المشايخ في الأكثر ، بل كاد أن يكون الكلّ يستندون إلى قوله ويسألونه ويعتمدون عليه .
ومنها : أنّ الاختلاف في معنى العدالة والفسق معلوم ، وكذا في قبول الشهادة على أحدهما من غير ذكر السبب ، فلا يعلم من إطلاقهم ما هو المختار عندنا حتّى نعوّل عليه لو لم يعلم خلافه ، فإنّ مختار الشيخ أنّ العدالة ظهور الإسلام مع عدم ظهور الفسق ، ۷ وكثير من التعديلات منه ، بل على ظاهر دعوى الشيخ أنّه المشهور ، فيكون مذهب مَنْ عداه أيضاً . والمتأخّرون لايكتفون بذلك فكيف يعتمدون على تعديله بل تعديل غيره!؟
ومنها : أنّ الصحّة عند المتأخّرين لابدّ فيها من ثبوت العدالة والضبط والإماميّة في

1.. رجال النجاشي ، ص ۹۴ ، الرقم ۲۳۳ .

2.. رجال الطوسي ، ص ۴۴۱ ، الرقم ۳۰ في من لم يرو عن الائمة .

3.. خلاصة الأقوال ، ص ۲۰۳ ، الرقم ۱۳ .

4.. رجال النجاشي ، ص ۲۵۷ ـ ۲۵۸ ، الرقم ۶۷۶ .

5.. خلاصة الأقوال ، ص ۹۳ ، الرقم ۱۵ .

6.. تعليقة الوحيد البهبهاني ، ص ۲۲۹ .

7.. نقله عنه المحقّق الحلّي في : معارج الأُصول ، ص ۱۴۹ .


توضيح المقال في علم الّرجال
44

الفهرست بأنّه جامع للعلوم كلّها ، ومنها الرجال والحديث والدراية ۱ ومن البعيد عدم اعتنائه بما ذكروه فيها .
ويظهر ممّا ذكر أنّ نفيه من الأخباريّة أيضاً غير معلوم إلاّ من بعضهم المصرّح بذلك ، وإلاّ فمجرّد دعوى قطعيّة أخبار الكتب الأربعة أو مع إضافة بعض آخر أو مطلقاً لاتنافي الافتقار إلى الرجال ؛ لاحتمال أو ظهور استفادتهم القطع من الرجال أو من أسباب هو من جملتها ، كيف! ويأتي منهم ما يفيد ذلك ، كقولهم : إنّ الراوي إذا كان ثقةً لم يرض بالافتراء ولا بخبر لم يكن بيّناً واضحاً عنده ، وإن كان فاسد المذهب،يفيد نقله القطع بالصحّة والصدور،وقولهم:«إنّ بعض الرواه ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه ، فصحّة رواياته إجماعيّة» إلى غير ذلك .
ولعلّ هذه الدعوى إنّما صدرت لدفع ما أورده المجتهدون على إيرادهم عليهم في استعمالهم الظنّ كما نطق به حدّ الاجتهاد المذموم في بعض الأخبار : بأنّكم لاتسلمون عن استعمال الظنّ ؛ لأنّ أخبار الآحاد كلّها ظنّيّة السند والدلالة ، فالتزموا بقطعيّة السند بل الدلالة .

[ شبهات الأخباريّين في الاستغناء عن علم الرجال]

وكيف كان فلهم شبهات عديدة مذكورة في كتب الاُصول . واحتمال ذكر بعضها من قِبَلهم وإن لم يذكروه أو بإرادة فرض ذكرهم له ليس بذلك البعيد .
فمنها : أنّ علم الرجال علم منكر يجب التحرّز عنه ؛ لأنّ فيه تفضيح الناس ، وقد نُهِينا عن التجسّس عن معايبهم وأُمِرنا بالغضّ والتستّر .
ومنها : أنّ بعض أهل هذا العلم ـ الذي قد بنوا على أقوالهم في الجرح والتعديل ـ

1.. هو : السيد عليّ بن الحسين بن موسى ، المعروف ب «الشريف المرتضى» ، وقد عَدَّه صاحب «جامع الأُصول» (ج ۱۱ ، ص ۳۲۳) من مجدّدي مذهب الإمامية في رأس المائة الرابعة. حاز من العلوم ما لم يُدانِه فيه أحَدٌ في زمانه. له في الرجال كتاب «الفهرست» وقد ذكره الشيخ الطوسي في «الفهرست» (ص ۹۸ ، الرقم ۴۲۱) عند ترجمته للسيّد المرتضى ـ قدّس اللّه نفسه الزكية .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    المساعدون :
    مولوي، محمد حسين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1421 ق / 1375 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 85549
الصفحه من 344
طباعه  ارسل الي