التعقيبات و الدعوات - الصفحه 95

دوام الخلود، ولهذا قال محمّد بن الحنفيّة: من عزّت عليه نفسه هانت عليه الدنيا» وقيل لعابد: لماذا تركت الدنيا؟ قال: لأنّي أمتّع[أ منع] من صافيها وأمتنع من كدرها. وقيل لآخر: خذ حظّك من الدّنيا فإنّك عنها فان قال: الآن وجب أن لاآخذ حظّي منها. ووصف لبعض الحكماء رجه فقالوا: إنّه ذو همّة عالية، فقال: إذا لايرضى بشيء دون الجنّة.
وطالب السعادة الأ خرويّة إنّما هو [صاحب] العقل السليم والطبع المستقيم، وهل هو في تحملّه المشّاقّ في الدنيا وثقل الطّاعة إلاّ كالعاقل الذي يحمل نفسه على تجرّع غصص المشروب الكريه لما تأمّل عقيبه من حصول السلامة بإزالة الأخلاط المضرّة والعفونات القاتلة، فصبروا أيّاما قليلة أعقبتهم راحه طويله، وكانوا في الدنيا بمنزلة الغرباء يقطعون كلّ يوم مرحلة لايفرحون إلاّبإكثار الزّاد وإصلاح المعاد. قال النبيّ ـ صلّى اللّه عليه وآله ـ «كن فى الدّنيا كأنّك غريه أو عابر سبيل» ۱ وقال ـ صلّى اللّه عليه وآله ـ «ما لي والدّنيا إنّما مثل الدّنيا كراكب سار في يوم صائف فرفعت له شجره فقعد تحت ظلّها ساعة ثم راح وتركها» ۲ و كان بعض الصالحين إذا ذهب من الليل شطر قال لزوجته: قومي نقطع الطريق، فقد سارت القافلة و طريقنا بعيد و زادنا قليل. و روي عن زين العابدين ـ عليه السّلام ـ «أنّه كان يصلّي في يومه وليلته ألف ركعة» و كان الكاظم ـ عليه السّلام ـ يعقّب بعد الصّبح إلى طلوع الشمس ثمّ يسجد سجدة الشّكر لايرفع رأسه حتّى يقول الخادم: قد زالت الشمس فيقوم ـ عليه السّلام ـ فيصلّي نوافل الزوال من غير تجديد طهارة، ولايزال

1.مجموعه ورّام، ۱/۵۲ آمده «يا أباذر كن فى الدنيا… أو كعابر سبيل و عد نفسك فى أهل القبور» همچنين در روضة الواعظين، ص۴۴۸ آمده: «قال عليه السّلام لابن عمر كن… أو كعابر… وأعدد نفسك مع الموتى»، در عوالي اللّئالى، ۱/۱۵۴ آمده «… عابر سبيل فاذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلاتنتظر المساء وخذ من صحتك قبل سقمك ومن حياتك قبل موتك».

2.مجموعه ورّام، ۱/۷۸ آمده است: «دخل عمر على رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله ـ وهو على حصير قد أثّر فى جنبه فقال: يا نبيّ اللّه لو اتخذّت فراشا أوثر منه فقال: ما لي و للدنيا ما مثلي ومثل الدنيا… فاستظّل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح و تركها» و در ص۱۴۷ باب ذم الدنيا با اندكى تفاوت با آنچه در متن آمده ذكر شده است.

الصفحه من 102