وقال عليه السّلام: «عليّ صفوة النّاس بعدي وهو النّعمة» لقوله تعالى: «الم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرا» ¹ . وهو حبل اللّه، وهو العروة الوثقى. ² روى أنّ أعرابيّا دخل على النّبيّ عليه السّلام، فقال: اشتبهت آية من كتاب اللّه عليّ «واعتصموا بحبل اللّه» ³ وكان عليّ عليه السّلام على يمين رسول اللّه، فوضع يده على كتفه وقال: هذا حبل اللّه فاعتصموا به. ⁴ فانصرف الأعرأبي وجعل يقول: آمنت باللّه وبرسوله واعتصمت بحبل اللّه، فسمعه رجلان يقول ذلك فضحكا منه، ثمّ دخلا على النّبيّ يضحكان وقالا: سمعنا أعرابيّا يقول كذا وكذا، فقال النّبيّ: «إنّ ذلك الأعرأبيّ من اهل الجنّة» فخجلا وانصرفا وأتيا الأعرأبيّ وقالا: إنّ لك عندنا بشارة، ولنا ذنب بك. فقال: وما البشارة؟ قالا: إنّ النّبيّ قال: إنّك من أهل الجنّة، فقال: الحمد للّه، وما ذنبكما؟ قالا: ضحكنا منك لمّا سمعناك تقول ذلك فاستغفر لنا، قال: إنّ اللّه يقول: «ولو انّهم إذ ظلموا انفسهم جآؤك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرّسول لوجدوا اللّه توّابا رحيما». ⁵ لم تركتما رسول اللّه وجئتماني، اخرجا إن كنتما تؤمنان باللّه ورسوله وتعتصمان بحبل اللّه فغفر اللّه لكما».
وعن ابن مردويه، اخبرنا أبوبكر أحمد بن كابل بن خلف، اخبرنا عبد بن كثير العامريّ، اخبرنا محمّد بن عليّ الصّيرفيّ، اخبرنا إبراهيم بن اسماعيل اليشكريّ، عن شريك، عن أعمش عن أبي وائل، عن حذيفة، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: «عليّ خير البشر، من أبي فقد كفر». ⁶