169
اسباب اختلاف الحديث

ـ الشامل للظنّ والوهم ـ وإنّما يُنقَض اليقين بيقين آخر . مع دلالة الطائفة الثانية على لزوم الاعتماد وترتيب الأثر على خبر الثقة وإن كان مفاده مغايرا للحالة المتيقّنة السابقة، سواء أوجب اليقين أو لم يوجبه .

علاج الاختلاف :

بتحكيم الطائفة الثانية على الاُولى والتصرّف فيها بالتوسعة في مفهوم اليقين تعبّداً ، بحيث يشمل موارد الظنون الخاصّة، أعني الوثوق والاطمئنان الّذي قد يعبَّر عنه بالعلم العرفي ، مع أنّ الشكّ لايزول دائما بخبر الثقة وغيره من الأمارات .

بحث في عدم كون الورود من أسباب الاختلاف

بعد ما اعتبرنا الحكومة من أسباب اختلاف الحديث يمكن أن يدّعى كون الورود من تلك الأسباب أيضا ، فلابدّ من البحث عنه ولو بنحو الإجمال ، ليتبيّن بطلانه ؛ فنقول :
الورود ـ في اصطلاح الاُصوليين ـ : هو رفع أحد الدليلين موضوع الدليل الآخر حقيقة، ولكن بعناية من الشارع وتعبّدٍ منه تعالى . ۱
وستتّضح حقيقة الورود من خلال المثال التالي ، إن شاء اللّه .

المثال: حديث الرفع

۱۴۹.۱ . عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«رفع عن اُمّتي ... ما لا يعلمون» ۲ ، وكذا غيره من أدلّة أحكام الشكوك والظنون .

2 . الأحاديث المعتبرة الدالّة على نفس الأحكام الشرعية بما هي هي، لا الأحاديث

1.راجع المحصول في علم الاُصول : ج۴ ص۴۱۸ ، مصباح الاُصول : ج۳ ص۳۴۷ .

2.الخصال: ص۴۱۷ باب التسعة ح۹ .


اسباب اختلاف الحديث
168

علاج الاختلاف :

بحملهما على الحكومة، حيث ينهى الأوّل عن نقض اليقين بالشك ، ولكنّ الثاني يتصرّف في موضوع عدم النقض فينزِّل مورد المضي عن المشكوك فيه منزلة المأتيّ به يقينا .
بيان : قوله عليه السلام : «امضه» يمكن كونه من باب الإفعال فيرجع الضمير إلى الركوع ويكون المعنى اِجعله و نزّله ممّا مضى، فلا تُعِده . ويمكن كونه من الثلاثي المجرّد فيكون الهاء للسكت ، والمعنى اِمضِ واستمرَّ في صلاتك .

المثال الرابع : عدم نقض اليقين بالشكّ والعمل بخبر الثقة

1 . الأخبار الناهية عن نقض اليقين بالشكّ . ۱
2 . الأحاديث الدالّة على لزوم الاعتماد والعمل بخبر الثقة . ۲

مورد الاختلاف:

تدلّ الطائفة الاُولى من الأحاديث تدلّ على عدم وجوب أو عدم جواز نقض اليقين بالشكّ

1.وهي روايات جمّة منها : صحيحة زرارة عن أحدهما عليهماالسلام والمرويّة في التهذيب : ج۲ ص۱۸۶ ح۷۴۰ ، الاستبصار : ج۱ ص۳۷۳ ح۱۴۱۶ ، وسائل الشيعة : ج۸ ص۲۱۷ ح۱۰۴۶۲ ؛ وصحيحة اُخرى لزرارة عن الإمام أبي جعفر عليه السلام والمرويّة في علل الشرائع : ص۳۶۱ ب۸۰ ح۱ ، ورواها الشيخ مضمرة في التهذيب : ج۱ ص۴۲۱ ح۱۳۳۵ ، الاستبصار : ج۱ ص۱۸۳ ح۶۴۱ . وسائل الشيعة : ج۳ ص۴۶۶ ح۴۱۹۲ ؛ ومضمرة زرارة في التهذيب : ج۱ ص۸ ح۱۱ ، وسائل الشيعة: ج۱ ص۲۴۵ ح۶۳۱ ؛ وصحيحة عبد اللّه بن بكير ، عن أبيه عن أبي عبد اللّه عليه السلام المرويّة في الكافي : ج۳ ص۳۳ ح۱ ، تهذيب الأحكام : ج۱ ص۱۰۲ ح۲۶۸ ، وسائل الشيعة : ج۱ ص۴۷۲ ح۱۲۵۲ .

2.الأخبار الدالّة على ذلك كثيرة جدّا ، منها الأخبار العلاجية في الخبرين المختلفين ، راجع في ذلك وسائل الشيعة : ج۲۷ ص۱۰۶ ـ ۱۲۳ الباب ۹ من أبواب صفات القاضيوفيه ۴۸ حديثا ، ومنها الأخبار الّتي يسمح أو يأمر فيها الأئمّة بالرجوع إلى ثقات أصحابهم، راجع فيه وسائل الشيعة : ج۲۷ ص۱۳۸ ح۳۳۴۱۹ و ۳۳۴۲۰ و ص۱۴۰ ح۳۳۴۲۴ و ص۱۴۲ ح۳۳۴۲۸ وغيرها من أحاديث الباب ۱۱ من أبواب صفات القاضي ، وراجع أيضا الاُصول الأصلية والقواعد الشرعية، للسيّد شبّر : ص۱۳۶ ـ ۱۴۵ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 221108
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي