السبب التاسع عشر : خفاء التخصّص
التخصّص هو كون موضوع أحد الدليلين خارجا عن موضوع الدليل الآخر حقيقة ووجدانا ، كما إذا ورد في دليل : «الخمر حرام» وفي آخر : «الخلّ حلال» فهما قضيّتان متباينتان موضوعا والخلّ بنفسه خارج عن مفهوم الخمر ، فيقال : الخلّ خارج عن الخمر تخصّصا . والفرق بين التخصّص والتخصيص هو أنّ التخصيص إخراج بعض أفراد الموضوع عن حكمه لا عن موضوعه . وأمّا التخصّص فهو كون شيء خارجا عن موضوع شيء آخر بنفسه حقيقة .
ولكن خفاء التخصّص وتوهّم اندراج شيء في موضوع حكم آخر قد يوجب الاختلاف الصوري بين دليليهما ، مثل ما إذا دلّ حديث على حرمة بيع المكيل والموزون بزيادة إذا كان من جنس واحد؛ كبيع الحنطة بالحنطة مثلين بمثل ، فيتصوّر دخول السلت أو العلس في هذا الحكم، وعدم جواز بيعهما بالحنطة لكثرة المشابهة بينهما وبين الحنطة ، مع أنّهما خارجان عن عنوان الحنطة . فتأمّل ؛
المثال الأوّل : معنى الاستئكال بالعلم
۱۵۶.۱ . ما رواه في كنز العمّال عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :من أكل بالعلم طمس اللّه على وجهه ، وردّه على عقبيه ، وكانت النار أولى به . ۱
۱۵۷.۲ . ما رواه الشيخ الطوسي قدس سرهبإسناده عن إسحاق بن عمّار ، عن العبد الصالح عليه السلام ، قال: