السبب الثالث والثلاثون : تأويل المتشابه
كما أنّ القرآن مشتمل على المحكمات والمتشابهات ، كذلك أحاديث أهل البيت عليهم السلام الذين هم عدل القرآن والحاملون للسنّة المحمدية البيضاء . وهذا التشابه كثيرا ما يوجب الاختلاف بين حديثين متشابهين ، أو أحدهما محكم والآخر متشابه .
۲۷۱.روى الصدوق بإسناده عن حيّون مولى الرضا عليه السلام ، عن الإمام الرضا عليه السلام ، قال :من ردّ متشابه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط مستقيم. ثمّ قال عليه السلام : إنَّ في أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن، ومحكما كمحكم القرآن ، فردّوا متشابهها إلى محكمها، ولا تتّبعوا متشابهها دون محكمها فتضلّوا . ۱
فيستفاد من هذا الحديث ـ بل نشاهد بالوجدان ـ أنَّ الأحاديث الصادرة عن بيت الوحي والعصمة عليهم السلام بين محكمات ومتشابهات .
وإليك فيما يلي توضيح ذلك مقدِّما في ذلك تعريف التشابه وبيان حقيقته :
المُتشابِه : اسم فاعل من التشابه، مشتقّ من «الشبه» بمعنى المثل . وبما أنَّ التشابه والتماثل بين الشيئين يوجب صعوبة التمييز بينهما ، ويوقِع في الالتباس والاشتباه ، فالمتشابه من القرآن والحديث هو : ما أشكل المقصود منه وتفسيرُه؛ لمشابهته لغيره؛ إمّا من حيث اللفظ، أو من ناحية المعنى، ۲ ولهذا يبتغي منه أهل الزيغ والبدع طريقا إلى الفتن من خلال تأويله .