303
اسباب اختلاف الحديث

والإخفات» في الآية ـ : «الإخفات ـ المنهي عنه في الصلاة ـ هو ما لم تُسمِع نفسك» ، وفي الحديث الثاني : «والإخفات ـ المأمور به في الصلاة ـ أن لا تُسمع من معك إلاّ يسيرا» . فالوصف المقدّر للموضوع في الحديث الأوّل غيره في الحديث الثاني ، وبانكشافه يرتفع الاختلاف الصوري بينهما .

المثال الثالث : اللّهمّ زدني فيك تحيّراً

۳۰۱.۱ . عن أمير المؤمنين عليه السلام :لو كشف الغطاء ما ازددتُ يقينا . ۱

۳۰۲.۲ . عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهمّ زدني فيك معرفة ، اللّهم زدني فيك تحيّرا . ۲

مورد الاختلاف:

أنَّ الحديث الأوّل يدلّ على بلوغ أمير المؤمنين عليه السلام مرتبة من اليقين والمعرفة ، لا يتصوّر عليها الزيادة . والثاني يدلّ على أنّ مقام النبيّ ومرتبته بحيث يتحمّل زيادة المعرفة ، مع أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله أفضل من أميرالمؤمنين عليه السلام !

علاج الاختلاف :

قد اُجيب عنه بوجوه لا ينبغي الركون إلى بعضها وأحسن ما وقفنا عليه كلام شيخنا البهائي قدس سرهوإليك نصَّه : «أنَّ الحديث الأوّل منزّل على اُمور الآخرة من الجنّة والنار والصراط والميزان والحساب والعقاب ونحوها ، كما روي عنه عليه السلام أنّه قال:

۳۰۳.«كأنّي أنظر إلى جهنّم وزفيرها على أهل المعاصي، وكأنّي أنظر إلى أهل الجنّة متكئين فيها على أرائكهم»، والثاني منزّل على مراتب المعرفة» ۳ . انتهى محكيّ كلامه قدس سره .

1.الطرائف : ص۵۱۲ ، عين العبرة : ص۲۲ ، الفضائل : ص۱۱۶ ، عيون الحكم والمواعظ : ص۴۱۵ ح۷۰۵۹ ، مطلوب كلّ طالب : ص۳ ، شرح مئة كلمة : ص۵۲ / الكلمة الاُولى .

2.مصابيح الأنوار: ج۱ ص۳۰ ـ ۳۲ وادّعى استفاضته ، شرح الأسماء الحسنى للحكيم السبزواري : ج۱ ص۱۹۷ .

3.راجع مصابيح الأنوار : ج۱ ص۳۰ .


اسباب اختلاف الحديث
302

وجهين : فمنه الضعف، ومنه قوّة وإسلام وإيمان . ۱

المثال الثاني : معنى الجهر والإخفات في الصلاة

۲۹۹.۱ . روى القمّي بإسناده عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله عز و جل :« وَ لاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَ لاَ تُخَافِتْ بِهَا »۲ قال : الجهر بها رفع الصوت ، والتخافت ما لم تسمع نفسك ، واقرأ ما بين ذلك . ۳

۳۰۰.۲ . والقمّي أيضا عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال :الإجهار أن ترفع صوتك تسمعه من بعد عنك ، والإخفات أن لا تسمع من معك إلاّ يسيرا . ۴

مورد الاختلاف :

أنّ الحديث الأوّل يعرِّف الجهرَ برفع الصوت ، والإخفاتَ بما لم يسمع القارئُ نفسه . ويدلّ الحديث الثاني على أنّ الجهر رفع الصوت بمقدار يسمعه مَن بعُد عنك ، والإخفات : أن لا تُسمِع من معك إلاّ يسيرا ، وبطبيعة الحال يسمعه القارئ بنفسه ، فإنَّ القراءة الّتي يسمعها الغير يسيرا ، يسمعها القارئ أيضا .

علاج الاختلاف :

يرتفع التنافي بينهما بحمل الجهر والإخفات في الحديث الثاني على غير ما يراد به في الأوّل ، فإنّ الجهر والإخفات المنهيّ عنه في الحديث الأوّل مقيَّد بالمبالغة في رفع الصوت أو خفضه ، والحال أنّ الجهر والإخفات المأمور به في الحديث الثاني هو الجهر والإخفات العاديّين ، فيكون تقدير الكلام في الحديث الأوّل ـ بقرينة كونه تفسيرا للنهي عن «الجهر

1.قرب الإسناد: ص۴۶ ح۱۵۰ .

2.الإسراء : ۱۱۰ .

3.تفسير القمّي : ج۲ ص۳۰ ، وسائل الشيعة: ج۶ ص۹۸ ح۷۴۴۴ .

4.تفسير القمّي : ج۲ ص۳۰ ، وسائل الشيعة: ج۶ ص۹۸ ح۷۴۴۵ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 233373
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي