للشاهد أن يختار ، ولا للغائب أن يردّ ، وإنّما الشورى للمهاجرين والأنصار ، فإن اجتمعوا على رجل وسمّوه إماما كان ذلك للّه رضى، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردّوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه على اتّباعه غير سبيل المؤمنين ، وولاّه اللّه ما تولّى . ۱
333.2 . روى الكلينيوالصدوقبإسنادهما عن عبد العزيز بن مسلم ، قال :كنّا في أيّام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام بمرو، فاجتمعنا في مسجدِ جامعِها في يوم جمعة في بدء مقدمنا، فأدار الناس أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت على سيّدي ومولاي الرضا عليه السلام فأعلمته ما خاض الناس فيه ، فتبسّم، ثم قال : يا عبدالعزيز، جهل القوم وخُدعوا عن أديانهمـ إلى أن قال عليه السلام : ـ فمن زعم أنَّ اللّه عز و جللم يكمل دينه فقد ردّ كتاب اللّه عز و جل ، ومن ردّ كتاب اللّه فهو كافر ، هل يعرفون قدر الإمامة ومحلّها من الاُمّة فيجوز فيها اختيارهم؟! إنَّ الإمامة أجلّ قدرا وأعظم شأنا وأعلى مكانا وأمنع جانبا وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم ، أو يقيموا إماما باختيارهم . ـ إلى أن قال عليه السلام ـ راموا إقامة الإمام بعقول حائرة بائرة ناقصة ، وآراء مضلّة، فلم يزدادوا منه إلاّ بعدا ، قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون ، لقد راموا صعبا ، وقالوا إفكا وضلّوا ضلالاً بعيدا . ووقعوا في الحيرة ؛ إذ تركوا الإمام عن بصيرة ، « وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَـنُ أَعْمَــلَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَ كَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ » 2 .
رغبوا عن اختيار اللّه واختيار رسوله صلى الله عليه و آله وأهل بيته إلى اختيارهم، والقرآن يناديهم : « وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَ يَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَـنَ اللَّهِ وَ تَعَــلَى عَمَّا يُشْرِكُونَ » 3 . وقال عز و جل : « وَ مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْرًا أَن