وخالقنا لا مدخل للأشياء فيه ، واحد، أحَديّ الذات، وأحدي المعنى ، فرضاه ثوابه ، وسخطه عقابه ، من غير شيء يتداخله فيهيجه، وينقله من حال إلى حال ، فإنّ ذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين ، وهو تبارك وتعالى القوي العزيز ، لا حاجة به إلى شيء ممّا خلق ، وخلقه جميعا محتاجون إليه ، إنّما خلق الأشياء لامن حاجة ولا سبب، اختراعاً وابتداعاً. ۱
۳۹۷.۲ . الشريف الرضيّ عن أمير المؤمنين عليه السلام :اعلموا أنّه لن يرضى عنكم بشيء سخِطه على من كان قبلكم ، ولن يسخط عليكم بشيء رضيه ممّن كان قبلكم ، وإنّما تسيرون في أثر بيّن ، وتتكلّمون برجع قول قد قاله الرجال من قبلكم ، قد كفاكم مؤونة دنياكم ، وحثّكم على الشكر ، وافترض من ألسنتكم الذكر ، وأوصاكم بالتقوى، وجعلها منتهى رضاه من عباده وحاجته من خلقه . ۲
مورد الاختلاف :
الحديث الأوّل ينزّه ساحة ذاته سبحانه عن كلّ فقر وحاجة ، والثاني يدلّ على أنّ التقوى منتهى حاجته تعالى من خلقه ، فهما على طرفي النقيض حسب ظاهرهما .
علاج الاختلاف :
بحمل الحاجة في الحديث الأوّل على معنى الطلب والإرادة ، أو فقل : في معنى المطلوب والمراد ، فحيث إنّ الحاجة سبب للطلب والإرادة استعمل لفظ الحاجة في معنى الطلب أو في معنى المطلوب والمراد .