383
اسباب اختلاف الحديث

السبب الحادي والخمسون : المجاز العقلي

قد تقدّم أنَّ المجاز العقلي هو ما كان التجوّز فيه في الإسناد ـ دون الكلمة ـ بأن أسند فيه الفعل أو ما بحكمه إلى غير ما هو له .

المثال : معنى إيذاء اللّه سبحانه وتعالى

۳۹۸.۱ . ابن الشيخ الطوسي بإسناده عن زيد بن عليّ، عن آبائه عليهم السلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وهو آخذ بشعره قال :من آذى شعرة منّي فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى اللّه عز و جل ، ومن آذى اللّه عز و جل لعنه ملأ السماوات وملأ الأرض ، وتلا : « إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَ الْأَخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا »۱ . ۲
أقول: وإسناد هذا الحديث من المسلسل بصفة الرواة في: «وهو آخذ بشعره»، فلا يخفى لطفه.

۳۹۹.۲ . الشريف الرضي قدس سره عن أمير المؤمنين عليه السلام ـ في صفة اللّه تعالى ـ :لا يحتاج إلى ذي مال فيرزقه ، خضعت الأشياء له ، وذلّت مستكينة لعظمته ، لا تستطيع الهرب من سلطانه إلى غيره؛ فتمتنع من نفعه وضرّه . . . . ۳

1.الأحزاب : ۵۷ .

2.الأمالي للطوسي: ص۴۵۱ ح۱۰۰۶ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج۱ ص۲۵۰ ح۳ ، الأمالي للصدوق : ص۴۰۹ ح۵۳۰ وفيهما إلى قوله : «الأرض» ، بحار الأنوار: ج۲۷ ص۲۰۶ ح۱۳ ، شواهد التنزيل: ج۲ ص۱۴۷ ح۷۷۶ نحوه .

3.نهج البلاغة: الخطبة ۱۸۶ ، الاحتجاج : ج۱ ص۴۷۸ ح۱۱۶ ، الأمالي للسيّد المرتضى: ج۱ ص۱۴۸ ، الإرشاد: ص۱۳۱ ، الاختصاص: ص ۲۳۶ .


اسباب اختلاف الحديث
382

وخالقنا لا مدخل للأشياء فيه ، واحد، أحَديّ الذات، وأحدي المعنى ، فرضاه ثوابه ، وسخطه عقابه ، من غير شيء يتداخله فيهيجه، وينقله من حال إلى حال ، فإنّ ذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين ، وهو تبارك وتعالى القوي العزيز ، لا حاجة به إلى شيء ممّا خلق ، وخلقه جميعا محتاجون إليه ، إنّما خلق الأشياء لامن حاجة ولا سبب، اختراعاً وابتداعاً. ۱

۳۹۷.۲ . الشريف الرضيّ عن أمير المؤمنين عليه السلام :اعلموا أنّه لن يرضى عنكم بشيء سخِطه على من كان قبلكم ، ولن يسخط عليكم بشيء رضيه ممّن كان قبلكم ، وإنّما تسيرون في أثر بيّن ، وتتكلّمون برجع قول قد قاله الرجال من قبلكم ، قد كفاكم مؤونة دنياكم ، وحثّكم على الشكر ، وافترض من ألسنتكم الذكر ، وأوصاكم بالتقوى، وجعلها منتهى رضاه من عباده وحاجته من خلقه . ۲

مورد الاختلاف :

الحديث الأوّل ينزّه ساحة ذاته سبحانه عن كلّ فقر وحاجة ، والثاني يدلّ على أنّ التقوى منتهى حاجته تعالى من خلقه ، فهما على طرفي النقيض حسب ظاهرهما .

علاج الاختلاف :

بحمل الحاجة في الحديث الأوّل على معنى الطلب والإرادة ، أو فقل : في معنى المطلوب والمراد ، فحيث إنّ الحاجة سبب للطلب والإرادة استعمل لفظ الحاجة في معنى الطلب أو في معنى المطلوب والمراد .

1.بحار الأنوار: ج ۴ ص ۶۶ ح ۷.

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۳ ، غرر الحكم : ح ۳۶۲۰ ، عيون الحكم والمواعظ : ص۱۵۴ وفيهما : «إنّ التقوى منتهى رضى اللّه من عباده وحاجته من خلقه» .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 221235
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي