481
اسباب اختلاف الحديث

عائشة، فدخلت اُمّي، فذهبت لأدخل فقالت عائشة : إنّي أراه قد احتلم فحجبتني، وسألتها أُمّي عن عليّ فقالت : ما ظنّك برجل كانت فاطمة تحته والحسن والحسين ابناه ! ولقد رأيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله التفع عليهم بثوب وقال : اللّهم هؤلاء أهلي، أذهِب عنهم الرجسَ وطهِّرْهم تطهيرا . فقلت : يا رسول اللّه ، ألستُ من أهلك ؟! قال : إنّكِ لعلى خير ، ولم يُدخِلني معهم . ۱

مورد الاختلاف :

يدلّ الحديث الأوّل على نزول الآية في أزواج النبيّ صلى الله عليه و آله ، والحال أنّ الحديث الثاني ـ المؤيّد بظاهر الالتفات وغيره من القرائن في الآية ، وبالمقطوع به من الأحاديث ـ يدلّ على كونها نازلة في أصحاب الكساء من أهل بيت الرسالة عليهم السلام ؛ محمّدا وعليّا وفاطمة والحسنَ والحسين عليهم السلام ، ويلحق بهم التسعة المطهَّرة المودعة في صلب الحسين عليه و عليهم السلام .

علاج الاختلاف :

العلم بإمكان تجزئة آية واحدة في النزول، بل وبكثرة نزول الآيات ۲ كذلك ، يوجب القطع بتعدّد زماني نزول الجزأين ، ووضوح الأمر يجعلنا في غنى عن توضيحه ، وللّه الحمد .
فائدة لطيفة في المقصودين بآية التطهير : تدلّ القرائن على عدم دخول أزواجه صلى الله عليه و آله في أهل بيته صلى الله عليه و آله المقصودين بالتطهير في الآية ، منها :
أ ـ دلالة آية التطهير على عصمة مطلقة عالية لأهل البيت عليهم السلام ، عصمة لايدانيهم فيها أحد من دونهم ، مع دلالة الآيات السابقة عليها ، وكذا أوائل سورة التحريم، والمقطوع به من التاريخ والحديث ، هو صدور ذنوب ومعاصٍ من أزواج النبيّ صلى الله عليه و آله .
ب ـ ورود ضمائر الجمع المؤنَّث قبل جزء التطهير وتكرارها، ثمّ تغيير الضمائر إلى الجمع المذكَّر، أو فقل: التفات وجه الخطاب من جماعة النساء إلى جماعة الرجال مع

1.شواهد التنزيل: ج۲ ص۶۱ ح۶۸۳ .

2.منها المائدة : ۳ و النساء : ۱۹۱ ، و راجع في ذلك الإتقان في علوم القرآن : ج۱ ص۳۰۹ النوع ۲۹ .


اسباب اختلاف الحديث
480

السبب السابع والستّون : تشطير الآية في النزول

ممّا يسبّب الاختلاف الصوري بين الأحاديث الواردة لبيان شأن النزول تجزئة الآية ، بأن ينزل ذيلها مثلاً في زمان متأخِّر عن نزول الصدر ، فيُتوهَّم تنافي الحديثين المتكفّل كلّ منهما لبيان مورد نزول أحد الجزأين .

المثال الأوّل : نزول آية التطهير في أهل البيت عليه السلام وصدرها في غيرهم

۴۹۹.۱ . الصدوق بإسناده عن عبد اللّه بن مسعود، قال :قلت للنبي صلى الله عليه و آله : يا رسول اللّه ، من يغسّلك إذا متَّ ؟ فقال : يغسّل كلَّ نبيّ وصيُّه . قلت : فمن وصيُّك يا رسول اللّه ؟ قال : عليّ بن أبي طالب . فقلت : كم يعيش بعدك يا رسول اللّه ؟ قال : ثلاثين سنة؛ فإنّ يوشع بن نون وصيَّ موسى عاش من بعده ثلاثين سنة، وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى عليه السلام فقالت: أنا أحقّ منك بالأمر ، فقاتلها، فقتل مقاتليها، وأسرها فأحسن أسرها ، وإنّ ابنة أبي بكر ستخرج على عليّ في كذا وكذا ألفا من أمَّتي، فيقاتلها، فيقتل مقاتليها، ويأسرها فيحسن أسرها، وفيها أنزل اللّه عز و جل : «وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى »۱ . ۲

وقد استفاض بل تواتر ما يدلّ على نزول آية التطهير في المعصومين من أهل بيت النبي عليهم السلام دون أزواجه ، منها :

۵۰۰.۲ . ما رواه الحاكم الحسكانيبإسناده إلى جميع التيمي، قال :انطلقت مع اُمّي إلى

1.الأحزاب : ۳۳ .

2.كمال الدين وتمام النعمة : ص۲۷ ، بحار الأنوار: ج۳۲ ص۲۸۰ ح۲۲۷ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 221251
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي