۳۱۰.الأخبار الطوال : أقبَلَ [ابنُ زِيادٍ] حَتّى دَخَلَ المَسجِدَ الأَعظَمَ ، فَاجتَمَعَ لَهُ النّاسُ ، فَقامَ ، فَقالَ : أنصَفَ القارَةَ مَن راماها ، يا أهلَ البَصرَةِ ! إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ قَد وَلّاني مَعَ البَصرَةِ الكوفَةَ ، وأنَا سائِرٌ إلَيها ، وقَد خَلَّفتُ عَلَيكُم أخي عُثمانَ بنَ زِيادٍ ، فَإِيّاكُم وَالخِلافَ وَالإِرجافَ ، فَوَاللَّهِ الَّذي لا إلهَ غَيرُهُ ، لَئِن بَلَغَني عَن رَجُلٍ مِنكُم خالَفَ أو أرجَفَ ، لَأَقتُلَنَّهُ ووَلِيَّهُ ، ولَآخُذَنَّ الأَدنى بِالأَقصى ، وَالبَريءَ بِالسَّقيمِ ، حَتّى تَستَقيموا ، وقَد أعذَرَ مَن أنذَرَ . ثُمَّ نَزَلَ وسارَ . ۱
۳۱۱.أنساب الأشراف : خَطَبَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ النّاسَ بِالبَصرَةِ ، فَأَرعَدَ وأبرَقَ ، وتَهَدَّدَ وتَوَعَّدَ ، وقالَ : أنَا نَكَلٌ لِمَن عاداني ، وسِمامٌ لِمَن حارَبَني . وأعلَمَهُم أنَّهُ شاخِصٌ ۲ إلَى الكوفَةِ ، وأنَّهُ قَد وَلّى عُثمانَ بنَ زِيادٍ أخاهُ خِلافَتَهُ عَلَى البَصرَةِ ، وأمَرَهُم بِطاعَتِهِ وَالسَّمعِ لَهُ ، ونَهاهُم عَنِ الخِلافِ وَالمُشاقَّةِ . ۳
4 / 8
قُدومُ ابنِ زِيادٍ إلَى الكوفَةِ ۴
۳۱۲.تاريخ الطبري عن أبي عثمان النّهديّ : خَرَجَ [عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ ]مِنَ البَصرَةِ ، وَاستَخلَفَ أخاهُ عُثمانَ بنَ زِيادٍ ، وأقبَلَ إلَى الكوفَةِ ومَعَهُ مُسلِمُ بنُ عَمرٍو الباهِلِيُّ ، وشَريكُ بنُ الأَعوَرِ الحارِثِيُّ ، وحَشَمُهُ وأهلُ بَيتِهِ ، حَتّى دَخَلَ الكوفَةَ وعَلَيهِ عِمامَةٌ سَوداءُ وهُوَ مُتَلَثِّمٌ ، وَالنّاسُ قَد بَلَغَهُم إقبالُ حُسَينٍ عليه السلام إلَيهِم ، فَهُم يَنتَظِرونَ قُدومَهُ ، فَظَنّوا حينَ قَدِمَ عُبَيدُ اللَّهِ أنَّهُ الحُسَينُ عليه السلام ، فَأَخَذَ لا يَمُرُّ عَلى جَماعَةٍ مِنَ النّاسِ إلّا سَلَّموا عَلَيهِ ، وقالوا : مَرحَباً بِكَ يَا بنَ رَسولِ اللَّهِ ، قَدِمتَ خَيرَ مَقدَمٍ ، فَرَأى مِن تَباشيرِهِم بِالحُسَينِ عليه السلام ما ساءَهُ .
فَقالَ مُسلِمُ بنُ عَمرٍو لَمّا أكثَروا : تَأَخَّروا ، هذَا الأَميرُ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ . فَأَخَذَ حينَ أقبَلَ عَلَى الظَّهرِ ، وإنَّما مَعَهُ بِضعَةَ عَشَرَ رَجُلاً .
فَلَمّا دَخَلَ القَصرَ ، وعَلِمَ النّاسُ أنَّهُ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ ، دَخَلَهُم مِن ذلِكَ كَآبَةٌ وحُزنٌ شَديدٌ ، وغاظَ عُبيدَ اللَّهِ ما سَمِعَ مِنهُم ، وقالَ : ألا أرى هؤُلاءِ كَما أرى . ۵
1.الأخبار الطوال : ص ۲۳۲ .
2.شخصَ من بلد إلى بلد : أي ذهب (الصحاح : ج ۳ ص ۱۰۴۳ «شخص») .
3.أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۵ .
4.راجع : الخريطة رقم ۱ في آخر الكتاب .
5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۸ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۲ نحوه ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۴۳ ، روضة الواعظين : ص۱۹۲ ، إعلام الورى : ج۱ ص۴۳۷ وليس في الثلاثة الأخيرة ذيله من «فأخذ» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۴۰.