545
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۵۲۷.مثير الأحزان : جاءَ إلَيهِ [أي إلَى الحُسَينِ عليه السلام‏] أبو بَكرِ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارِثِ بنِ هِشامٍ ، فَأَشارَ إلَيهِ بِتَركِ ما عَزَمَ عَلَيهِ ، وبالَغَ في نُصحِهِ ، وذَكَّرَهُ بِما فُعِلَ بِأَبيهِ وأخيهِ ، فَشَكَرَ لَهُ وقالَ : قَدِ اجتَهَدتَ رَأيَكَ ، ومَهما يَقضِ اللَّهُ يَكُن . فَقالَ : إنّا عِندَ اللَّهِ نَحتَسِبُكَ .
ثُمَّ دَخَلَ أبو بَكرٍ عَلَى الحارِثِ بنِ خالِدِ بنِ العاصِ بنِ هِشامٍ المَخزومِيِّ ، وهُوَ يَقولُ :
كَم تَرى‏ ناصِحاً يَقولُ فَيُعصى‏وظَنينَ المَغيبِ يُلفى‏ نَصيحاً
قالَ : فَما ذاكَ ؟ فَأَخبَرَهُ بِما قالَ لِلحُسَينِ عليه السلام ، قالَ : نَصَحتَ لَهُ ورَبِّ الكَعبَةِ . ۱

6 / 2

أبو مُحَمَّدٍ الواقِدِيُّ و زُرارَةُ بنُ جلحٍ ۲

۵۲۸.دلائل الإمامة عن أبي محمّد الواقدي وزرارة بن جلح : لَقينَا الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام قَبلَ أن يَخرُجَ إلَى العِراقِ بِثَلاثِ لَيالٍ ، فَأَخبَرناهُ بِضَعفِ النّاسِ فِي الكوفَةِ ، وأنَّ قُلوبَهُم مَعَهُ وسُيوفَهُم عَلَيهِ ، فَأَومَأَ بِيَدِهِ نَحوَ السَّماءِ ، فَفُتِحَت أبوابُ السَّماءِ ، ونَزَلَ مِنَ المَلائِكَةِ عَدَدٌ لا يُحصيهِم إلَّا اللَّهُ ، وقالَ : لَولا تَقارُبُ الأَشياءِ ، وحُبوطُ الأَجرِ ، لَقاتَلتُهُم بِهؤُلاءِ ، ولكِن أعلَمُ عِلماً أنَّ مِن هُناكَ مَصعَدي ۳ ، وهُناكَ مَصارِعُ أصحابي ، لا يَنجو مِنهُم إلّا وَلَدي عَلِيٌّ . ۴

1.مثير الأحزان : ص ۳۹ .

2.أبو محمّد الواقدي وزرارة بن جلح أو خلج أو حلج أو صالح ، لم يُذكرا في المصادر الروائيّة في غير هذا المورد ، ولم يُذكرا في المصادر الرجاليّة من العامّة والخاصّة . ولعلّ تصحيفاً وقع في الرواية .

3.في سائر المصادر : «مصرعي» بدل «مصعدي» .

4.دلائل الإمامة : ص ۱۸۲ ح ۹۸ ، الملهوف : ص ۱۲۵ عن الواقدي وزرارة بن خلج ، وفيه «حضور الأجل» بدل «حبوط الأجر» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۶۴ عن الواقدي و زرارة بن صالح .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
544

۵۲۶.مروج الذهب : دَخَلَ أبو بَكرِ بنِ الحارِثِ ۱ بنِ هِشامٍ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : يَا بنَ عَمِّ ، إنَّ الرَّحِمَ يُظائِرُني عَلَيكَ ، ولا أدري كَيفَ أنَا فِي النَّصيحَةِ لَكَ؟
فَقالَ : يا أبا بَكرٍ ، ما أنتَ مِمَّن يُستَغَشُّ ولا يُتَّهَمُ ، فَقُل .
فَقالَ أبو بَكرٍ : كانَ أبوكَ أقدَمَ سابِقَةً ، وأحسَنَ فِي الإِسلامِ أثَراً ، وأشَدَّ بَأساً ، وَالناسُ لَه أرجى‏ ، ومِنهُ أسمَعَ ، وعَلَيهِ أجمَعَ ، فَسارَ إلى‏ مُعاوِيَةَ وَالنّاسُ مُجتَمِعونَ عَلَيهِ ، إلّا أهلَ الشّامِ ، وهُوَ أعَزُّ مِنهُ ، فَخَذَلوهُ وتَثاقَلوا عَنهُ ، حِرصاً عَلَى الدُّنيا وضَنّاً بِها ، فَجَرَّعوهُ الغَيظَ ، وخالَفوهُ ، حَتّى‏ صارَ إلى‏ ما صارَ إلَيهِ مِن كَرامَةِ اللَّهِ ورِضوانِهِ .
ثُمَّ صَنَعوا بِأَخيكَ بَعدَ أبيكَ ما صَنَعوا ، وقَد شَهِدتَ ذلِكَ كُلَّهُ ورَأَيتَهُ ، ثُمَّ أنتَ تُريدُ أن تَسيرَ إلَى الَّذينَ عَدَوا عَلى‏ أبيكَ وأخيكَ ، تُقاتِلُ بِهِم أهلَ الشّامِ وأهلَ العِراقِ ، ومن هُوَ أعَدُّ مِنكَ وأقوى‏ ، وَالنّاسُ مِنهُ أخوَفُ ولَهُ أرجى‏ ! فَلَو بَلَغَهُم مَسيرُكَ إلَيهِم لَاستَطغَوُا النّاسَ بِالأَموالِ ، وهُم عَبيدُ الدُّنيا ، فَيُقاتِلُكَ مَن وَعَدَكَ أن يَنصُرَكَ ، ويَخذُلُكَ مَن أنتَ أحَبُّ إلَيهِ مِمَّن يَنصُرُهُ ، فَاذكُرِ اللَّهَ في نَفسِكَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : جَزاكَ اللَّهُ خَيراً يَابنَ عَمِّ ، فَقَد أجهَدَكَ رَأيُكَ ، وَمهما يَقضِ اللَّهُ يَكُن .
فَقالَ : إنّا للَّهِ‏ِ ! وعِندَ اللَّهِ نَحتَسِبُ يا أبا ۲ عَبدِ اللَّهِ . ثُمَّ دَخَلَ عَلَى الحارِثِ بنِ خالِدِ بنِ العاصِ بنِ هِشامٍ المَخزومِيِّ - والي مَكَّةَ - وهُوَ يَقولُ :
كَم نَرى‏ ناصِحاً يَقولُ فَيُعصى‏وظَنينَ المَغيبِ يُلفى‏ نَصيحاً
فَقالَ : وما ذاكَ ؟ فَأَخبَرَهُ بِما قالَ لِلحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : نَصَحتَ لَهُ ورَبِّ الكَعبَةِ . ۳

1.كذا ، والصحيح : «أبوبكر بن عبد الرحمن بن الحارث» .

2.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصواب : «نحتسب أبا عبد اللَّه» ، كما مرّ قريباً .

3.مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۶ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 294373
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي