3290 - أنفَعُ القَصَصِ
الكتاب :
(فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) .۱
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ۲بِما أَوْحَيْناإِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ) .۳
(لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُِوْلِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).۴
الحديث :
۱۶۸۶۶.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : تَدَبَّرُوا أحوالَ الماضينَ مِن المُؤمنينَ قَبلَكُم ، كيفَ كانُوا في حالِ التَمحيصِ والبَلاءِ ... فانظُرُوا كيفَ كانوا حيثُ كانتِ الأملاءُ مُجتَمِعَةً ، والأهواءُ مُؤتَلِفَةً (مُتَّفِقَةً) ... فانظُرُوا إلى ما صارُوا إلَيهِ في آخِرِ اُمورِهِم ، حِينَ وَقَعَتِ الفُرقَةُ ، وتَشَتَّتَتِ الاُلفَةُ ، واختَلفَتِ الكَلِمَةُ والأفئدَةُ ، وتَشَعَّبُوا مُختَلِفينَ ، وتَفَرَّقُوا مُتَحارِبينَ (مُتحازِبينَ) ، قَد خَلَعَ اللَّهُ عَنهُم لِباسَ كَرامَتِهِ ، وسَلَبَهُم غَضارَةَ نِعمَتِهِ ، وبَقِيَ قَصَصُ أخبارِهِم فِيكُم عِبَراً للمُعتَبِرينَ .۵
۱۶۸۶۷.عنه عليه السلام : تَعَلَّمُوا القرآنَ فإنّهُ أحسَنُالحَديثِ ، وتَفَقَّهُوا فيهِ فإنّهُ رَبيعُ القُلوبِ ، واستَشفُوا بنُورِهِ فإنَّهُ شِفاءُ
1.الأعراف : ۱۷۶ .
2.«قوله تعالى : (نَحنُ نَقُصُّ علَيكَ أحْسَنَ القَصَصِ...) قال الراغب في المفرداتِ : القَصّ تَتبُّع الأثر ، يقال : قَصَصتُ أثرَهُ ، والقَصَص الأثَر ، قال : (فارْتَدّا على آثارِهِما قَصَصاً) الكهف : ۶۴ ، (وقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ) القصص : ۱۱ . قال : والقَصَص الأخبار المتتبّعة قال تعالى : (لَهُوَ القَصَصُ الحَقُّ) آل عمران : ۶۲ ، (في قَصَصِهم عِبرَةٌ)، (وقَصَّ علَيهِ القَصَصَ) القصص : ۲۵ ، (نَقُصُّ عَلَيكَ أحْسَنَ القَصَصِ) . انتهى . فالقَصَص هو القصّة ، وأحسن القَصَص أحسن القصّة والحديث ، وربما قيل : إنّه مصدر بمعنى الاقتصاص .
فإن كان اسم مصدر فقصّة يوسف عليه السلام أحسن قِصّة لأ نّها تصف إخلاص التوحيد في العبوديّة ، وتمثّل وَلاية اللَّه سبحانه لعبده وأ نّه يربّيه بسلوكه في صراط الحبّ ورفعه من حضيض الذلّة إلى أوج العزّة ، وأخذه من غيابة جُبّ الإسارة ومربط الرِّقّية وسجن النكال والنقمة إلى عرش العزّة وسرير الملك .
وإن كان مصدراً فالاقتصاص عن قصّته بالطريق الذي اقتصّ سبحانه به أحسن الاقتصاص ؛ لأ نّه اقتصاص لقصّة الحبّ والغرام بأعفّ ما يكون وأستر ما يمكن .
والمعنى - واللَّه أعلم - : نحن نقصّ عليك أحسن القصص بسبب وحينا هذا القرآن إليك وإنّك كنت قبل اقتصاصنا عليك هذه القصّة من الغافلين عنها . (الميزان في تفسير القرآن : ۱۱/۷۵).
3.يوسف : ۳ .
4.يوسف : ۱۱۱ .
5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .