ويعدّل قواها المختلفة عند طغيانها ، وينظّم للإنسان سلك حياته الدنيويّة والاُخرويّة ، والمادّيّة والمعنويّة ، فهذا إجمال تاريخ حياة هذا النوع - الحياة الاجتماعيّة والدينيّة - على ما تعطيه هذه الآية الشريفة . وقد اكتفت في تفصيل ذلك بما تفيده متفرّقات الآيات القرآنيّة النازلة في شؤون مختلفة .۱
9 . الهدايةُ إلى سُبلِ السّلامِ
الكتاب :
(يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) .۲
الحديث :
۱۹۵۶۲.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : إنّ اللَّهَ تعالى خَصَّكُم بالإسلامِ ، واستَخلَصَكُم لَهُ ؛ وذلكَ لأ نّهُ اسمُ سلامَةٍ وجِماعُ كرامَةٍ .۳
۱۹۵۶۳.عنه عليه السلام- في وَصفِ السّالِكِ الطَّريقَ إلَى اللَّهِ سبحانَهُ -: وبَرَقَ لَهُ لامِعٌ كثيرُ البَرقِ ، فأبانَ لَهُ الطَّريقَ ، وسَلكَ بهِ السَّبيلَ ، وتَدافَعَتهُ الأبوابُ إلى بابِ السَّلامَةِ ودارِ الإقامَةِ .۴
۱۹۵۶۴.عنه عليه السلام : إنّ تَقوَى اللَّهِ دَواءُ داءِ قُلوبِكُم ، وبَصَرُ عَمى أفئدتِكُم ، وشِفاءُ مَرَضِ أجسادِكُم .۵
التّفسير :
قال العلّامة الطباطباييّ قدّس سرّه في قوله تعالى : (يَهْدي بهِ اللَّهُ مَنِ اتّبعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ) : الباء في قوله : «بِه» للآلة ، والضمير عائد إلَى الكتاب أو إلَى النور سواء اُريد به النبيّ صلى اللَّه عليه وآله أو القرآن فمآل الجميع واحد ، فإنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله أحد الأسباب الظاهريّة في مرحلة الهداية، وكذا القرآن وحقيقة الهداية قائمة به ، قال تعالى : (إنّكَ لا تَهْدِي مَن أحْبَبْتَ ولكنَّ اللَّهَ يَهدِي مَن يَشاءُ)6 ، وقال : (وكَذلكَ أوْحَيْنا إلَيكَ رُوحاً مِن أمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي ما الكِتابُ ولَا الإيمانُ ولَكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بهِ مَن نَشاءُ مِن عِبادِنا
1.الميزان في تفسير القرآن : ۲/۱۱۱ ، انظر تمام الكلام .
2.المائدة : ۱۶ .
3.نهج البلاغة : الخطبة : ۱۵۲ .
4.نهج البلاغة : الخطبة : ۲۲۰ .
5.نهج البلاغة : الخطبة : ۱۹۸ .
6.القصص : ۵۶ .