النبوّة العامّة - الصفحه 5

الحديث :

۱۹۵۳۵.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- للزِّنديقِ الّذي سألَهُ: مِن أينَ أثبَتَّ الأنبياءَ ؟ -: إنّا لَمّا أثبَتنا أنّ لَنا خالِقاً صانِعاً مُتَعالِياً عنّا وعن جَميعِ ما خَلَقَ ، وكانَ ذلكَ الصّانِعُ حَكيماً مُتَعالِياً لَم يَجُزْ أن يُشاهِدَهُ خَلقُهُ ، ولا يُلامِسوهُ ، فيُباشِرَهُم ويُباشِروهُ ، ويُحاجَّهُم ويُحاجُّوهُ ، ثَبَتَ أنَّ لَهُ سُفَراءَ في خَلقِهِ يُعَبِّرونَ عَنهُ إلى‏ خَلقِهِ وعِبادِهِ ، ويَدُلُّونَهُم على‏ مصالِحِهِم ومَنافِعِهِم ، وما بهِ بَقاؤهُم وفي تَركِهِ فَناؤهُم .
فثَبَتَ الآمِرونَ والنّاهونَ عن الحَكيمِ العَليمِ في خَلقِهِ والمُعَبِّرونَ عَنهُ جَلَّ وعَزَّ ، وهُمُ الأنبياءُ عليهم السلام وصَفوَتُهُ مِن خَلقِهِ ؛ حُكَماءُ مُؤدَّبينَ بالحِكمَةِ ، مَبعوثينَ بها ، غيرَ مُشارِكينَ للنّاسِ - على‏ مُشاركَتِهِم لَهُم في الخَلقِ والتَّركيبِ - في شي‏ءٍ مِن أحوالِهِم ، مُؤيَّدينَ مِن عندِ الحَكيمِ العَليمِ بالحِكمَةِ .۱

۱۹۵۳۶.الإمامُ الرِّضا عليه السلام- في عِلَّةِ وُجوبِ مَعرِفَةِ الرُّسُلِ والإقرارِ بهِم والإذعانِ لَهُم بالطّاعَةِ -:لأ نّهُ لَمّا لَم يَكُنْ في خَلقِهِم وقُواهُم ما يُكمِلوا۲لِمَصالِحِهِم ، وكانَ الصّانِعُ مُتَعالِياً عَن أن يُرى‏ ، وكانَ ضَعفُهُم وعَجزُهُم عَن إدراكِهِ ظاهِراً ، لَم يَكُنْ بُدٌّ مِن رَسولٍ بَينَهُ وبَينَهُم مَعصومٍ يُؤدّي إلَيهِم أمرَهُ ونَهيَهُ وأدَبَهُ ، ويَقِفُهُم على‏ ما يَكونُ بهِ إحرازُ مَنافِعِهِم ودَفعُ مَضارِّهِم ، إذ لَم يَكُنْ في خَلقِهِم ما يَعرِفونَ بهِ ما يَحتاجونَ إلَيهِ مَنافِعَهُم ومَضارَّهُم .
فلَو لَم يَجِبْ علَيهِم مَعرِفَتُهُ وطاعَتُهُ لَم يَكُن لَهُم في مَجي‏ءِ الرّسولِ مَنفَعَةٌ ولا سَدُّ حاجَةٍ، ولَكانَ يَكونُ إتيانُهُ عَبَثاً لغَيرِ مَنفَعَةٍ ولا صَلاحٍ ، ولَيس هذا مِن صِفَةِ الحَكيمِ الّذي أتقَنَ كُلَ‏شي‏ءٍ .۳

1.الكافي : ۱/۱۶۸/۱ .

2.في العلل : لمّا لم يكتف في خلقهم وقواهم ما يثبتون به لمباشرةالصانع عزّوجلّ حتّى‏ يكلّمهم ويشافههم، وكان الصانع... إلخ . وفي الخصال : ما يكملون به مصالحهم. (كما في هامش المصدر).

3.بحار الأنوار : ۱۱/۴۰/۴۰ .

الصفحه من 28