النبوّة الخاصّة - الصفحه 121

عِلْماً)1 ، والّذي يتحصّل من الروايات النبويّة أو الواردة من طرق أئمّة أهل البيت في قصته ؛ ففي رواية محمّد بن عمارة عن الصادق عليه السلام : أنّ الخضر كان نبيّاً مُرسَلاً بعثه اللَّه تبارك وتعالى‏ إلى‏ قومه فدعاهم إلى‏ توحيده والإقرار بأنبيائه ورسله وكتبه ، وكان آيته أنّه لا يجلس على‏ خشبة يابسة ولا أرض بيضاء إلّا أزهرت خضراء ، وإنّما سُمّي خضراً لذلك ، وكان اسمه تاليا بن مالك بن عابر بن ارفخشد بن سام بن نوح ... الحديث . ويؤيّد ما ذكر من وجه تسميته ما في «الدرّ المنثور» عن عدّة من أرباب الجوامع عن ابن عبّاس وأبي هريرة عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله قال : إنّما سُمّيَ الخضرُ خضراً لأنّهُ صلّى‏ على‏ فَروَةٍ بيضاءَ فاهتَزَّت خَضراءَ .
وفي بعض الأخبار - كما فيما رواه العيّاشيّ عن بُرَيد عن أحدهما عليهما السلام - : الخضر وذو القرنَين كانا عالِمَينِ ولم يكونا نَبِيَّينِ ... الحديث ، لكنّ الآيات النازلة في قصّته مع موسى‏ لا تخلو عن ظهور في كونه نبيّاً، كيف وفيها نزول الحكم عليه ؟!
ويظهر من أخبار متفرّقة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام أنّه حيّ لم يمت بعد ، وليس بعزيز علَى اللَّه سبحانه أن يُعمِّر بعض عباده عمراً طويلاً إلى‏ أمد بعيد ، ولا أنّ هناك برهاناً عقليّاً يدلّ علَى استحالة ذلك .
وقد ورد في سبب ذلك في بعض الروايات من طرق العامّة أنّه ابن آدم لصلبه ونُسِئ له في أجله حتى‏ يكذِّب الدجّال . وفي بعضها أنّ آدم عليه السلام دعا له بالبقاء إلى‏ يوم القيامة . وفي عدّة روايات من طرق الفريقَين أنّه شرب من عين الحياة التي هي في الظلمات حين دخلها ذو القَرنَين في طلبها، وكان الخضر في مقدّمته ، فرُزِقَه الخضر ولم يُرزَقه ذوالقَرنَين ، وهذه وأمثالها آحاد غير قطعيّة من الأخبار لا سبيل إلى‏ تصحيحها بكتاب أو سنّة قطعيّة أو عقل .

1.الكهف : ۶۵ .

الصفحه من 262