عِلْماً)1 ، والّذي يتحصّل من الروايات النبويّة أو الواردة من طرق أئمّة أهل البيت في قصته ؛ ففي رواية محمّد بن عمارة عن الصادق عليه السلام : أنّ الخضر كان نبيّاً مُرسَلاً بعثه اللَّه تبارك وتعالى إلى قومه فدعاهم إلى توحيده والإقرار بأنبيائه ورسله وكتبه ، وكان آيته أنّه لا يجلس على خشبة يابسة ولا أرض بيضاء إلّا أزهرت خضراء ، وإنّما سُمّي خضراً لذلك ، وكان اسمه تاليا بن مالك بن عابر بن ارفخشد بن سام بن نوح ... الحديث . ويؤيّد ما ذكر من وجه تسميته ما في «الدرّ المنثور» عن عدّة من أرباب الجوامع عن ابن عبّاس وأبي هريرة عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله قال : إنّما سُمّيَ الخضرُ خضراً لأنّهُ صلّى على فَروَةٍ بيضاءَ فاهتَزَّت خَضراءَ .
وفي بعض الأخبار - كما فيما رواه العيّاشيّ عن بُرَيد عن أحدهما عليهما السلام - : الخضر وذو القرنَين كانا عالِمَينِ ولم يكونا نَبِيَّينِ ... الحديث ، لكنّ الآيات النازلة في قصّته مع موسى لا تخلو عن ظهور في كونه نبيّاً، كيف وفيها نزول الحكم عليه ؟!
ويظهر من أخبار متفرّقة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام أنّه حيّ لم يمت بعد ، وليس بعزيز علَى اللَّه سبحانه أن يُعمِّر بعض عباده عمراً طويلاً إلى أمد بعيد ، ولا أنّ هناك برهاناً عقليّاً يدلّ علَى استحالة ذلك .
وقد ورد في سبب ذلك في بعض الروايات من طرق العامّة أنّه ابن آدم لصلبه ونُسِئ له في أجله حتى يكذِّب الدجّال . وفي بعضها أنّ آدم عليه السلام دعا له بالبقاء إلى يوم القيامة . وفي عدّة روايات من طرق الفريقَين أنّه شرب من عين الحياة التي هي في الظلمات حين دخلها ذو القَرنَين في طلبها، وكان الخضر في مقدّمته ، فرُزِقَه الخضر ولم يُرزَقه ذوالقَرنَين ، وهذه وأمثالها آحاد غير قطعيّة من الأخبار لا سبيل إلى تصحيحها بكتاب أو سنّة قطعيّة أو عقل .