الحشويّة آراء و ملتزمات - الصفحه 19

أتباعه ضلالات، وبدع التصوّف، أو شركيّاته، وتعطيل الأشاعرة وتحريفاتهم، إلّا مذهب الحنابلة دونها جميعاً، فهذه الإحالة على فقه المذاهب - إذنْ - ليست إلّا خوضاً في ظلماتٍ بعضها فوق بعض، أقلّها أخذ العلم من شيخٍ مبتدع!
وهكذا، يبدو سلفية العصر، مُتناقضين، متهافتين، مخالفين لجميع المسلمين في العقيدة والشريعة، مستجيرين من رمضاء التقليد إلى نار الجمود والحشويّة.
ودعواهم الاُولى والأخيرة: الانتماء إلى السلف والتمسّك بهم، من دون حجّة ولا فهم، بدعوى وجود العلم والفقه عندهم.
بينما المأثور عن السلف ليست إلّا روايات وأحاديث مجرّدة عن كلّ استدلال من الرواة على مداليلها، بل هم نقلة أكداس من التراث، هي المعتمدة لدى العلماء من أهل الكلام والفقه.
وبينما السلف لا كلام لهم حول ما رووا، ولا فقه، سوى ما حدّثوا، وتلك الرواية وذلك الحديث بحاجة إلى اجتهادٍ وتفقّهٍ بأدواته وأساليبه المتقنة المقرّرة عند الفقهاء والعلماء.
أمّا السلفُ، فكما قال الداعية العلّامة الشيخ محمّد الغزالي -: «فإنّ هناك اُموراً يُقحمُ (السلفيّةُ) فيها السلفَ إقحاماً، ولا علاقة لهم بها.
فما دخلُ السلف في فقه الفروع؟
واختلاف الأئمّة فيه؟
ومن ذا الذي يزعم أنّ ابن حنبل هو ممثّل السلفيّة في ذلكم الميدان؟
وأنّ أبا حنيفة أو مالكاً والشافعي، جاروا عن الطريق؟
وأمسوا من الخلف لا من السلف؟
إنّ هذا تفكيرٌ صِبيانيّ ۱ .

1.هموم داعية، للغزالي (ص ۱۹)

الصفحه من 72