الحشويّة آراء و ملتزمات - الصفحه 18

واليقين، والتقليد لا يؤدّي إلى ذلك، بل ينتج الظنّ الذي لا يُغني عن الحقّ شيئاً، كما سبق.
ودعوته تلك مع مخالفتها لرأي علماء الاُمّة كافّة، حتّى كبير الحشوية الذي ينتمون إليه في أكثر ملتزماتهم، نسبوا إليه أنّه كان يقول: «مِنْ ضِيْق علم الرجل أنْ يقلّد في اعتقاده رجلاً» ۱ .
وثانياً: أيّ فقهٍ حُفظ عن السلف؟
ولو كان، لما احتاجت الاُمّة إلى التفقّه لتتكوّن المذاهب الفقهيّة: الظاهريّة والأوزاعية والطبريّة، ثمّ حصرها في الأربعة الحنفية ثمّ الشافعية والمالكية وحتّى الحنبلية.
والأتعس في قول السلفي: أنّه يزعم أنّ المعوّل على السلف في شرح الكتاب والسنّة، ففهمهم مقدّمٌ على فهم أيّ أحد من الاُمّة، عليك أن تفهم الكتاب والسنّة بفهمهم ۲ .
يدعو إلى ذلك، فها هو تحجير للفهم، وإجبار للإنسان أن يفهم شيئاً معيّناً بشكل معيّن!
بينما الفهم ليس إلّا إدراكاً نابعاً من العقل والضمير، وحسب قواعد اللغة والمنطق والمقارنة، وليس أمراً قسرياً أو إجباريّاً.
ومن سخافات السلفيّين المعاصرين؛ أنّهم في الوقت الذي يشنّون الهجوم على المذاهب الفقهيّة وتقليدها، هم يتّبعون المذهب الحنبلي فقهيّاً، ولذلك يستثنون هذا المذهب من بينها جميعاً، عندما ينسبون إلى المذاهب الضلال والشرك.
فيقول بعض الذيول: إنّه ما من مذهبٍ من هذه المذاهب إلّا واُشرب بعض

1.تلبيس إبليس (ص ۱۰۱)

2.برنامج عملي (۲۲)

الصفحه من 72