أبوطالب عمّ الرسول المصطفي (ص) مؤمن بني هاشم - الصفحه 15

تعالى في (الإفصاح) ۱ : عبد الملك بن عُميرٍ من أبناء الشام وأجلاف محاربي أمير المؤمنين عليه السلام حتّى قلّدوه القضاء ، وكان يقبل فيه الرِّشا ، ويحكم بالجَوْر والعدوان ، وكان متجاهراً بالفجور والعَبَث بالنساء .
فمن ذلك أنّ الوليد بن سريعٍ خاصم أخته كَلْثَم بنت سريعٍ إليه في أموالٍ وعقارٍ، وكانت كَلْثَم من أحسن نساء وقتها وأجملهنّ ؛ فأعجبته ، فوجّه القضاء على أخيها تقرّباً إليها ، وطمعاً فيها ، فظهر ذلك واستفاض عنه ، فقال فيه هُذَيْل الأشجعيّ :

أتاه وليدٌ بالشُّهود يقودهم
على ما ادّعى من صامت المال والخَوَل

يسوق إليه كَلْثَماً وكلامها
شفاء من الداء المخامر والخَبَل

فما بَرِحَتْ تومي إليه بِطَرْفِها
وتومض۲أحياناً إذا خصمها غَفَل

وكان لها دَلٌّ وعينٌ كحيلة
فأدلت بحُسن الدلّ منها وبالكَحَل

فأَفْتَنَتِ القِبْطيَّ حتّى قضى لها
بغير قضاء اللَّه في المال والطَّوَل

فلو كان مَن في القصر يعلم علمه
لما استعمل القِبْطيَّ فينا على عَمَل

له حين يقضي للنساء تخاوصٌ۳
وكان وما منه التخاوص والحَوَل

إذا ذات دَلٍّ كلّمته بحاجةٍ
فَهَمَّ بأن يقضي تَنَحْنَحَ أو سَعَل

وبَرَّقَ عينيه ولاكَ لسانَه
يرى كلَّ شي ءٍ ما خلا سخطها خَبَل

وقال الشيخ الإمام أبو جعفرٍ محمّد بن الحسن الطوسيّ رحمه اللَّه تعالى في (تلخيص الشافي) ۴ : كان عبد الملك بن عُميرٍ فاسقاً جريئاً على اللَّه ، وهو الذي

1.الإفصاح في الإمامة : ۲۲۰ - ۲۲۱ ، وانظر : البيان والتبيين : ۳ / ۲۲۶ - ۲۲۷ ، شرح نهج البلاغة : ۱۷ / ۶۲ - ۶۳

2.أومضت المرأة : سارقت النظر

3.تخاوَصَ : غضّ من بصره شيئاً ، وهو في كلّ ذلك يحدّق النظر كأنّه يقوّم سهماً

4.تلخيص الشافي : ۳ / ۳۳ - ۳۵

الصفحه من 50