الطبريّون: نظرة في المتفق و المفترق (القسم الأخير) - الصفحه 125

مصنّف الدلائل قد تعرّض لدلائل ومعجزات أمير المؤمنين(عليه السلام)في النسخة التامّة من كتابه ، غير أنّه سقط من أوائل النسخة الواصلة إلينا ، كما سقط من الكتاب مقدّمته وطرفٌ من دلائل فاطمة الزهراء(عليها السلام) .
وممّا جاء في مؤلّفات السيّد ابن طاوُس عن الدلائل ، ولم يرد في النسخة الناقصة ، يصلحُ أن نجمع مستدركاً للكتاب ، وهو ما صنعناه عند تحقيقنا له .
وممّا يزيد الاطمئنان إلى أنّ النسخة التي بين أيدينا هي عين النسخة المتوفّرة في مكتبة السيّد ابن طاوُس ـ عدا كون نسخته تامّة ونسختنا ناقصة ـ هو أنّ السيّد نقل في كتبه ـ أيضاً ـ عن القسم المتبقّي من «دلائل الإمامة» وجميعه يتّحد سنداً ومتناً مع ما هو موجود في الدلائل الذي بين أيدينا ، فقد نقل في «فرج المهموم» و «اللهوف» و«الأمان» و«إقبال الأعمال» أحد عشر حديثاً من مواضع متفرّقة من «دلائل الإمامة» وكلّها موجودةٌ في النسخة المتداولة في عصرنا هذا ، ممّا يدلّ على أنّ نسخة السيّد ابن طاوُس هي عين النسخة المتوفّرة لدينا .

نسبته إلى المؤلّف

ذكرنا أنّه لم يصرّح بنسبة كتاب «دلائل الإمامة» أحدٌ ـ من مصنّفي كتب الرجال ومصنّفي فهارس الكتب المعاصرين ـ إلى الشيخ محمّد بن جرير الطبري صاحب كتاب الدلائل ، وإذا ذكر كتابه فإنّما ينسبونه إلى سميّه صاحب «المسترشد» وأوّل من صرّح بذكر اسم الكتاب ونسبه إلى مؤلّفه هو السيّد ابن طاوُس المتوفّى سنة 664هـ في مواضع متفرّقة من كتبه ، ولولا تصريح السيّد ابن طاوُس باسم الكتاب واسم المؤلّف لبقي الكتاب مجهول المؤلّف مختلف العنوان .
ويعترض الشيخ التستري على ما يتبنّاه الشيخ المامقاني والشيخ آقا بزرك في وجود طبريٍّ آخر غير صاحب كتاب «المسترشد» يعرف بالطبري الصغير ، وينسب إليه كتاب الدلائل .

الصفحه من 166