الطبريّون: نظرة في المتفق و المفترق (القسم الأخير) - الصفحه 129

عن الكبير بواسطتين ، ولم يقل أيّ منهما ولا غيرهما بأنّ الطبري الصغير المعاصرللنجاشي والطوسي هو من معاصري العسكري(عليه السلام) حتّى على سبيل الفرض والاحتمال .
وقوله : (إنّه رجلٌ آخر من أصحاب العسكري (عليه السلام)غير صاحب المسترشد أيضاً أقدم منه ، ولانعلم اسم جدّه كذاك الذي جدّه رستم ، وليس مذكوراً في الرجال ، ككثير من الرواة ، وكان صاحب كتاب في المعجزات مسمّىً بـ«دلائل الأئمّة» ولعلّ في ما لم يصل إلينا في أحوال أميرالمؤمنين(عليه السلام)أوالنبيّ(صلى الله عليه وآله) ، قال في أوّل الكتاب : قال محمد بن جرير الطبري في كتابه دلائل الأئمّة ، بمعنى نقل صاحب الكتاب الموجود عنه ، فظنّه ابن طاوس المصنّف» .
وهذا الاحتمال ذكره الشيخ آقا بزرك أيضاً ، وهو الأوّل الذي قدّمناه ضمن الاحتمالات الثلاثة التي قالها في ابن جرير الذي خاطبه الإمام العسكري(عليه السلام) .
أمّا نسبة كتاب الدلائل إلى الراوي عن الإمام العسكري(عليه السلام) فهو مجرّد احتمال مردود برواية مصنّف الكتاب عن مشايخ متأخّرين طبقة عن أصحاب الإمام(عليه السلام) ، ولو افترضنا أنّ في أوّل نسخة السيّد ابن طاوس : قال محمّد بن جرير الطبري في كتابه «دلائل الأئمّة» ـ وهو احتمالٌ غير بعيد ـ فإنّه سيكون دليلاً قاطعاً على دقّة السيّد ابن طاوس لا وهمه ، كما أنّ الشيخ التستري لم يحدّد من هو مؤلّف الكتاب الذي ينقل عن الدلائل ، أو الذي يقول : قال أبو جعفر .
وقوله : (ووجه توهّمه أنّه رأى في بعض مواضع الكتاب في أوّل السند : قال أبوجعفر محمّد بن جرير الطبري . . .فكما يحتمل ذلك يحتمل أن يكون كما قد يقال : قال فلان في كتابه ، نقلاً عن آخر ، فهو نظير قوله في الكتاب كثيراً : روى فلان ، مثلاً ممّن تقدّم عصره بكثير) .
فهذا لا يصلح وجهاً للتوهّم مع الاعتقاد بحقيقة وجود نسخة كاملة من الكتاب عند السيّد ابن طاوُس ، واحتمال احتوائها على اسم المؤلّف ومقدّمته .

الصفحه من 166