الطبريّون: نظرة في المتفق و المفترق (القسم الأخير) - الصفحه 131

الذين ترجموا لصاحب الدلائل

من الضروري هنا الإشارة إلى جهود بعض الأعلام المتأخّرين في الترجمة لمحمّد بن جرير بن رستم الطبري الآملي ، صاحب كتاب الدلائل ، وذلك لأهميّة كلماتهم في تمييز الرجل عن سواه ، ولكونهم أوّل من تفرّد بمعرفته من خلال كتابه ، ممّا يعكس دور المصنّفات في معرفة المتشابه من الرجال .
1 ـ قال الشيخ المامقاني المتوفّى سنة 1351هـ : محمّد بن جرير بن رستم الطبري الآملي ، وهو من علماء الإماميّة ، وليس له ذكر في كلمات أصحابنا الرجاليين ، وقد اشتبه الأمر على بعضهم ، فزعمه السابق ۱ وليس بذلك ، بل هو غيره قطعاً ، فإنّ ذاك من علماء حدود المائة الثالثة ، معاصر لمحمّد بن جرير العامّي المتوفّى ـ كما عرفت ـ سنة ثلاثمائة وعشرة ، وهذا من علماء حدود المائة الرابعة من معاصري الشيخ الطوسي على ما يستفاد من سلسلة سنده ، وإليه أشار الشيخ (رحمه الله)في عبارة الفهرست المزبورة في ذاك بتقييده ذاك بالكبير ، فإنّه يهدينا إلى أنّ في علمائنا من هو مطابق له ـ اسماً و والداً و جدّاً و وطناً ـ أصغر منه .
وقد وثّق السيّد الجليل السيّد هاشم البحراني هذا في مقدّمة كتابه «مدينة المعاجز» بقوله ـ عند تعداد الكتب التي نقل عنهاـ  : كتاب الإمامة للشيخ الثقة أبي جعفر محمّد بن جرير بن رستم الآملي ، كثير العلم ، حسن الكلام ۲ انتهى .

1.أي صاحب كتاب المسترشد .

2.إنّ هذا التوثيق ينصرف إلى صاحب كتاب «المسترشد» ، وقد ورد بعين العبارات كما تقدّم عن النجاشي ، لأنّ السيّد هاشم التوبلي البحراني لم يميّز ـ أيضاً ـ بينهما ، بل يعتبر صاحب كتاب «الدلائل» هو عينه صاحب «المسترشد» الذي ترجم له النجاشي بهذا الاسم والنسب والوصف .فالسيّد هاشم ـ إذَنْ ـ هو في صدد توثيق الطبري المتقدّم لا صاحب كتاب «الدلائل» كما يقول الشيخ المامقاني . ويدلّ على ذلك ـ أيضاً ـ تعليق الشيخ آقابزرك على عبارة السيّد البحراني بقوله : ظاهر توصيف التوبلي لمؤلّف هذا الكتاب بقوله : «الطبري الآملي ، كثير العلم ، حسن الكلام» ، أنّه اتّحد المؤلّف عنده مع محمّد بن جرير الإماميّ صاحب كتاب «المسترشد» الذي ترجمه النجاشي ووصفه بهذه الأوصاف بعينها ، ومنشأ التوهّم والاتّحاد عدم وجود ترجمة لأبي جعفر محمّد بن جرير المتأخّر في أصولنا الرجاليّة .الذريعة ۸ : ۲۴۵ .

الصفحه من 166