أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 106

والملائكة أجمعون فتزفر جهنّم عند ذلك زفرة .
ثمّ يخرج فوج من النار فيلتقط قتلة الحسين وأبناءهم وأبناء أبنائهم ويقولون : «ياربّ إنّا لم نحضر الحسين عليه السلام» فيقول اللَّه عزّوجلّ لزبانية جهنّم: «خذوهم بسيماهم بزُرقة الأعين وسواد الوجوه ، خذوا بنواصيهم فألقوهم في الدرك الأسفل من النار ، فإنّهم كانوا أشدّ على أولياء الحسين عليه السلام من آبائهم الذين حاربوا الحسين عليه السلام فقتلوه» فيسمع شهيقهم في جهنّم، ثمّ يقول جبرئيل: يافاطمة سلي حاجتك، فتقولين: «ياربّ شيعتي» ، فيقول اللَّه : «قد غفرت لهم» ، فتقولين : ياربّ شيعة شيعتي .
فيقول اللَّه : انطلقي فمن اعتصم بك فهو معك في الجنّة .
فعند ذلك يودّ الخلائق أنّهم كانوا فاطميّين ، فتسيرين ، ومعك شيعتك وشيعة ولدك وشيعة أمير المؤمنين عليه السلام آمنة روعاتهم ، مستورة عوراتهم ، قد ذهبت عنهم الشدائد ، وسهلت لهم الموارد ، يخاف الناس وهم لا يخافون ، ويظمأ الناس وهم لا يظمأون ، فإذا بلغت باب الجنّة تلقّتك اثنتا عشرة ألف حوراء ، لم يتلقينّ أحداً قبلك ولا يتلقين أحداً بعدك ، بأيديهم حراب من نور ، على نجائب من نور ، حمائلها من الذهب الأصفر والياقوت ، أزمّتها من لؤلؤ رطب ، على كلّ نجيبة نمرقة من سندس منضود ، فإذا دخلتِ الجنّة تباشر بك أهلها ، ووضع لشيعتك موائد من جوهر ، على أعمدة من نور ، فيأكلون فيها ، والناس في الحساب ، ( وَهُمْ فِى مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ)۱.
فإذا استقرّ أولياء اللَّه في الجنّة زارك آدم عليه السلام ومن دونه من النبيّين ، وإنّ في بُطنان الفردوس لؤلؤتين من عِرْقٍ واحد ؛ لؤلؤة بيضاء ولؤلؤة صفراء ، فيها قصور ودور ، في كلّ واحدة سبعون ألف داراً بيضاء ، منازل لنا ولشيعتنا ، والصفراء لإبراهيم وآل إبراهيم .

1.الأنبياء : ۱۰۲

الصفحه من 116