أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 65

آمنت به ولم يتزوّج عليها في حياتها أبداً ، وجميع أولاده منها إلّا إبراهيم بن مارية لما نذكر ۱ .
قال أحمد بن حنبل في (المسند) : حدّثنا عبداللَّه ، حدّثنا هشام عن أبيه عن عبداللَّه بن جعفر ، عن عليّ عليه السلام قال : سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول : خيرُ نسائها مريم بنت عمران ، وخيرُ نسائها خديجة بنت خويلد ۲ .
متّفق عليه ، والمراد بالأوّل نساء بني إسرائيل ، وبالثاني نساء هذه الاُمّة .
وفي الصحيحين أيضاً ، من حديث أبي هريرة قال : أتى جبرئيل عليه السلام رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال : يا محمّد هذه خديجة قد أتتك فاقرأها السلام من ربّها ، وبشّرها ببيتٍ في الجنّة من قصب لا صخبٌ فيه ولا نَصَب ۳ .
القَصَب الدرّ المجوّف ، والصّخب الأصوات المختلفة ، والنصب التّعب .
ومعناه أنّه لابدّ لكلّ بيتٍ من تعب وإصلاح إلّا قصور الجنّة فإنّها لا تعب في بنائها . وقيل : لما تعبت في تربية الأولاد حصلت لها الراحة بالمناسبة .
وفي الصحيحين أيضاً أنّ عائشة قالت : ما غِرتُ ۴ على أحدٍ من نساء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ماغِرتُ على خديجة ، وما رأيتُها قطُّ ،ولكن كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يُكثرُ

1.تذكرة الخواصّ (ص ۷۰)ط النجف (المؤلّف) وفي البحار ج ۱۶ ص ۱۰ ، وكفاية الطالب (ص ۳۵۹) عن عائشة أنّها قالت : لم يتزوّج النبيّ على خديجة حتّى ماتت . أخرجه مسلم في صحيحه كما سقناه وهذا دليل على جلالة قدرها وإكرام النبيّ صلى الله عليه وآله لها بترك التزويج عليها حال حياتها والمداومة على ذكرها بعد مماتها رضي اللَّه عنها . وقال صلى الله عليه وآله : «ورزقني منها الولد ، دون غيرها من النساء» كما في السمط الثمين : ۲۶ ، الاستيعاب ج ۱ / ۱۸۲۴(الشطري)

2.مسند أحمد (ج ص ) صحيح البخاري ج ۵ ص ۴۷ (المؤلّف)

3.سنن الترمذي ۵ / ۶۵۹ ، وذكر قريباً منه في كنز العمّال ۱۳ / ۶۹۰ ، وذكره القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة ص ۱۷۴ ، والخوارزمي في مقتل الحسين ص ۲۶ ، وهو في صحيح البخاري ج ۵ ص ۴۷- ۴۸ وصحيح مسلم باب فضائلها(الشطري)

4.من الغيرة(المؤلّف)

الصفحه من 116