أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 79

قال : وفي رواية ابن مسعود قال العبّاس بن عبد المطّلب : ما أحد على وجه الأرض يعبدُ اللَّه إلّا هؤلاء الثلاثة : رسول اللَّه ، وخديجة ، وعليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليهم .
عن ابن إسحاق حدّثني إسماعيل بن أبي الحكم مولى الزبير أنّه حدّث عن خديجة بنت خويلد أنّها قالت لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله فيما يثبته ممّا أكرمه اللَّه به من نبوّته : يابن عمّ ، تستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال : نعم ، قالت : إذا جاءك فأخبرني ، فبينما رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عندها إذ جاء جبرئيل فرآه رسول اللَّه ، فقال : يا خديجة هذا جبرئيل ، فقالت : أتراه الآن ؟ فقال : نعم ، قالت : فاجلس إلى شقّي الأيمن ، فتحوّل فجلس فقالت : أتراه الآن ؟ قال : نعم ، قالت : فتحوّل فاجلس في حجري فقالت : أتراه الآن ؟ قال : نعم ، فحسرتْ عن رأسها ، وألقت خِمارها ورسول اللَّه صلى الله عليه وآله جالسٌ في حجرها ، فقالت : هل تراه الآن ؟ قال : لا ، قالت : ما هذا شيطان ، إنّ هذا لملكٌ ، يابن عمّ ، فاثبتْ وأبشِر ، ثمّ آمنتْ به ، وشهدت أنّ الذي جاء به الحقّ ۱ .

زواجها :

روي عن جابر قال : كان سبب تزويج خديجة محمّداً أنّ أبا طالب قال : يا محمّد! إنّي أريد أن أزوّجك ، ولا مال لي أساعدك به ، وإنّ خديجة قرابتي وتخرج كلّ سنةٍ قريشاً في مالها مع غلمانها يتّجر لها ويأخذُ وَقْر بعيرٍ ممّا اُتي به ، فهل لك أن تخرج ؟ قال : نعم .
فخرج أبو طالب إليها وقال لها ذلك ، ففرحت وقالت لغلامها ميسرة : أنت

1.مقتل الخوارزمي ج ۲ ص ۲۱ - ۲۲ ، التمهيد في علوم القرآن ج ۲ ص ۵۲ . قال : روى ذلك البخاري ومسلم وابن هشام والطبري وأضرابهم . وقد ردّ الرواية الشيخ هادي معرفت وناقشها مناقشة مفصّلة علمية ، راجع التمهيد ج ۲ ص ۵۴ - ۵۶(الشطري)

الصفحه من 116