أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 82

يرى من إظلال ملكين إيّاه ، وكانت خديجة امرأة حازمةً شريفةً لبيبةً ، مع ما أراد اللَّه بها من كرامة ، فلمّا أخبرها ميسرة بما أخبرها به بعثت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقالت له : يابن عمّ إنّي قد رَغبتُ فيك لقرابتك وسطتك ۱ في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك ، ثمّ عرضتْ عليه نفسها .
وكانت خديجة أوسط نساء قريش نسباً وأعظمهنّ شرفاً وأكثرهنّ مالاً ، كلّ قومها كان حريصاً على ذلك منها لو يقدروا عليه . فلمّا قالت ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله ذكر ذلك لأعمامه فخرج مع عمّه حمزة بن عبد المطّلب حتّى دخل على خُويلد بن أسد ، فخطبها وتزوّجها ۲ وأصدقها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عشرين بكرة .
وكانت أوّل امرأة تزوّجها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ولم يتزوّج عليها غيرها حتّى ماتت .
وقال ابن دحلان في السيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية : إنّ المزوّج لها عمّها عمرو بن أسد ، لأنّ أباها مات قبل الفجار ۳ وأنّ المزوّج للنبيّ صلى الله عليه وآله عمّه أبو طالب . ولمّا تمّ الإيجاب والقبول أمرت السيّدة خديجة بشياهٍ وذبحت واتّخذت

1.وسطتك أي شرفك وسامي منزلتك (المؤلّف)

2.هذا يدلّ على أنّها كانت بكراً ، ويدلّ على ذلك ما رواه في قرب الإسناد للحميري عن أبي الحسن موسى ، في خديجة : هي سيّدة نساء العالمين ، وقد خطبها كلّ صنديد ورئيس فأبتهم ، فزوّجت نفسها بالذي بلغها من خبر بحيرا . (المؤلّف)

3.سيرة ابن هشام ج ۱ ص ۲۰۱ والسيرة الحلبية ج ۱ ص ۱۳۸ ونقل ذلك عن المحبّ الطبري وقد ردّ السيّد العاملي في الصحيح من السيرة ج ۱ ص ۱۱۳- ۱۱۴ قول ابن هشام : إنّ الذي خطبها حمزة ، فقد أثبت السيّد العاملي أنّ أبا طالب هو الذي ذهب لخطبة خديجة ، وليس حمزة الذي اقتصر عليه ابن هشام في سيرته ، لأنّ ذلك لا ينسجم مع ما كان لأبي طالب من المكانة والسؤدد في قريش ، ولاسيّما إذا لاحظنا أنّ حمزة يكبر النبيّ صلى الله عليه وآله بسنتين أو بأربع كما قيل ، هذا بالإضافة إلى مخالفة ذلك لما يذكره عامّة المؤرِّخين في المقام . وقد اعتذر البعض عن ذلك بأنّ من الممكن أن يكون حمزة قد حضر مع أبي طالب فنسب ذلك إليه (السيرة الحلبية ج ۱ ص ۱۳۹) قال العاملي : وهذا اعتذار واهٍ إذ لم ينسب ذلك إلى غير حمزة ممّن حضر مع أبي طالب من بني هاشم وغيرهم من القرشيين(الشطري)

الصفحه من 116