أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 89

فإذا عِذق من رطب ، وعنقود من عنب ، فأكل النبيّ صلى الله عليه وآله منه شبعاً وشرب من الماء ريّاً ومدّ يده للغسل ، فأفاض الماء عليه جبرئيل عليه السلام وغسل يده ميكائيل عليه السلام وتمندله إسرافيل عليه السلام فارتفع فاضلُ الطعام مع الإناء إلى السماء .
ثمّ قام النبيّ صلى الله عليه وآله ليصلّي فأقبل عليه جبرئيل فقال : الصلاة محرّمة عليك في وقتك حتّى تأتي إلى منزل خديجة ، فتواقعها ، فإنّ اللَّه عزّوجلّ آلى على نفسه أن يخلق من صلبك في هذه الليلة ذرّيةً طيّبةً ، فوثب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله إلى منزل خديجة .
قالت خديجة رضوان اللَّه عليها : وكنتُ قد ألفتُ الوحدة ، فكان إذا جنّني الليل غطّيت رأسي وأسجفت ۱ ستري ، وغلّقت بابي ، وصلّيت وردي ، وأطفأت مصباحي ، وأويت إلى فراشي ، فلمّا كان في تلك الليلة لم أكن بالنائمة ولا بالمنتبهة إذ جاء النبيّ صلى الله عليه وآله فقرع الباب ، فناديتُ : مَنْ هذا الّذي قرع حَلقة لا يقرعها إلّا محمّدصلى الله عليه وآله قالت خديجة : فناديت النبيّ صلى الله عليه وآله .
فنادى النبيّ صلى الله عليه وآله بعذوبة كلامه وحلاوة منطقه : افتحي يا خديجة ، فإنّي محمّدصلى الله عليه وآله ، قالت خديجة : فقمتُ فرحةً مستبشرة بالنبيّ صلى الله عليه وآله وفتحتُ الباب ودخل النبيّ صلى الله عليه وآله وكان إذا دخل المنزلَ دعا بالإناء فتطهّر للصلاة ثمّ يصلّي ركعتين يُوجز فيهما ثمّ يأوي إلى فراشه ، فلمّا كان في تلك الليلة لم يدع بالإناء ولم يتأهّب للصلاة غير أنّه أخذ بعضدي وأقعدني على فراشه ، وداعبني ومازحني وكان بيني وبينه ما يكون بين المرأة وبعلها ، فوالذي سَمَكَ السماء وأنبع الماء ما تباعد عنّي النبيّ صلى الله عليه وآله حتّى حسست بثقل فاطمةعليها السلام في بطني .
أقول: قال العلّامة الثبت المحدّث القمّي ۲ : اعتزال النبيّ صلى الله عليه وآله عن خديجة رضي اللَّه عنهاأربعين يوماً كان للتأهّب لتحيّة ربّ العالمين وتُحفته، والمراد فاطمةعليها السلام

1.قال الجوهري : أسجفت الستر أي أرسلته (المؤلّف)

2.بيت الأحزان ص ، ط طهران(المؤلف)

الصفحه من 116