أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 88

جنّك الليل فأجيفي الباب ۱ وخُذي مضجعك من فِراشك فإنّي في منزل فاطمة بنت أسد ۲ .
فجعلت خديجة تحزن في كلّ يوم مراراً لفقد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله .
فلمّا كان في كمال الأربعين هبط جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمّد العليّ الأعلى يقرئك السلامَ وهو يأمرك أن تتأهّب لتحيته وتحفته .
قال النبيّ صلى الله عليه وآله : يا جبرئيل ، وما تحفة ربّ العالمين وما تحيّته ؟ قال : لا علم لي .
فبينا النبيّ صلى الله عليه وآله كذلك إذْ هبط ميكائيل ومعه طبقٌ مغطىً بمنديلٍ سندسٍ (أو قال : استبرق . الترديد من الراوي) فوضعه بين يدي النبيّ صلى الله عليه وآله .
وأقبل جبرئيل على النبيّ صلى الله عليه وآله وقال : يا محمّد ، يأمرك ربّك أن تجعل الليلة إفطارك على هذا الطعام .
فقال عليّ بن أبي طالب عليه السلام : كان النبيّ صلى الله عليه وآله إذا أراد أن يفطر أمرني أن أفتح الباب لمن يريد الإفطار ، فلمّا كان في تلك الليلة أقعدني النبيّ صلى الله عليه وآله على باب المنزل وقال : يابن أبي طالب إنّه طعامٌ محرّم إلّا عَلَيَّ .
فقال عليّ عليه السلام : جلستُ على الباب ، وخلا النبيّ صلى الله عليه وآله بالطعام ، وكشف الطبق

1.قال الجوهري : أجفت الباب رددته(المؤلف)

2.جاء في ص ۲۲ من كتاب «بطلة كربلاء» للدكتورة بنت الشاطئ : فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف زوجة أبي طالب عمّ الرسول ، وأوّل هاشميّة تزوّجت هاشميّاً ، وولدت له ، أدركت النبيّ صلى الله عليه وآله فأسلمت وحسن إسلامها ، وأوصت إليه حين حضرتها الوفاة ، فقبل وصيّتها وصلّى عليها ونزل في لحدها واضطجع معها فيه ، وأحسن الثناء عليها ، ذكر ابن سعد في طبقاته وابن هشام في السيرة وأبو الفرج الاصبهاني في مقاتل الطالبيّين عن ابن عبّاس أنّه قال : لمّا ماتت فاطمة أُمّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ألبسها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قميصه واضطجع معها في قبرها ، فقال له أصحابه : يارسول اللَّه ، ما رأيناك صنعتَ بأحدٍ ما صنعت بهذه المرأة ، فقال : لأنّه لم يكن أحدٌ بعد أبي طالب أبرّ بي منها ، إنّي إنّما ألبستها قميصي لتكسى من حُلل الجنّة ، واضطجعت معها في قبرها ليهوّن عليها (المؤلّف)

الصفحه من 116