أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 93

لحمي ودمي ، ومتى مات حزنتْ ابنتي وحزن ابن عمّي وحزنتُ أنا عليه ، وأنا أوثر حزني على حزنهما ، يا جبرئيل يقبض إبراهيم ، فديتهُ للحسين .
قال : فقبض بعد ثلاث .
فكان النبيّ صلى الله عليه وآله إذا رأى الحسين مُقبلاً قبّله وضمّه إلى صدره ورشف ثناياه وقال صلى الله عليه وآله : فديتُ من فَديتُه ۱ .
وعن الحسين بن خالد قال : سمعت أبا الحسن ، موسى بن جعفرعليه السلام يقول : لمّا قبض إبراهيم ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله جرت في موته ثلاث سنن ، أمّا واحدة : فإنّه لمّا قبض انكسفت الشمس فقال الناس : إنّما انكسفت الشمس لموت ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ، فصعد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله المنبر ، فحمد اللَّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه يجريان بأمره ، مطيعان له ، لا ينكسفان لموت أحد ، ولحياته ، فإذا انكسفا أو أحدهما صلّوا .
ثمّ نزل من المنبر فصلّى بالناس الكسوف ، فلمّا سلّم قال : يا عليّ ، قم فجهّز ابني .
قال : فقام عليّ عليه السلام فغسّل إبراهيم وكفّنه وحنّطه .
ومضى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله حتّى أتى إلى قبره ، فقال الناس : إنّ رسول اللَّه نسي أن يُصلّي على ابنه لِما دخله من الجزع ، فانتصب قائماً ثمّ قال : إنّ جبرئيل أتاني وأخبرني بما قُلتم ، زعمتم أنّي نسيت أن أصلّي على ابني لما دخلني من الجزع ، ألا وإنّه ليس كما ظننتم ، ولكنّ اللطيف الخبير فرضَ عليكم خمس صلوات ، وجعل لموتاكم من كلّ صلاةٍ تكبيرةً ، وأمرني أن لا أصلّي إلّا على مَنْ صلّى .
ثمّ قال صلى الله عليه وآله : يا عليّ انزل وألحِدْ ابني . فنزل عليّ عليه السلام فألحد إبراهيم في لحده .
فقال الناس : إنّه لا ينبغي لأحد أن ينزل في قبر ولده إذ لم يفعل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله

1.البحار ج ۶ ص ۹۱۸ نقلاً عن المناقب لابن شهرآشوب (المؤلّف)

الصفحه من 116