أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 94

بابنه ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : إنّه ليس عليكم بحرام أن تنزلوا في قبور أولادكم ، ولكن لست آمن إذا حلّ أحدكم الكفن عن ولده أن يلعب به الشيطان ، فيدخله من ذلك من الجزع ما يحبط أجره ، ثمّ انصرف ۱ .
وأمّا زينب :
فكانت ولادتها سنة ثلاثين من مولده صلى الله عليه وآله .
فتزوّجها أبو العاص ۲ ابن الربيع ، واسمه مقسم بن عبد العزّى بن عبد شمس وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد أُخت خديجة ، ولدت منه ولداً سمّاه عليّاً فتوفّي وهو صغير .
وقال ابن هشام : تزوّج أبو العاص زينبَ وهو مشركٌ ، وأسر يوم بدر فمنّ عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله على أن يجهّز إليه زينب فجهّزها إليه .
فلمّا خرجت من مكّة لحقها هبّار بن الأسود فطعنَ بعيرها فخرعها فأسقطت ، وردّها وبقيت عند هند بنت زمعة .
وبعث رسول اللَّه صلى الله عليه وآله زيد بن حارثة فتلطّف لها حتّى ورد بها المدينة ، ففرح بها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله .
قال الواقدي : وذلك بعد غزاة حنين ، وليس بصحيح وإنّما هو عقيب غزاة بدر ، ثمّ قدم زوجها أبو العاص على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فاستجار بزينب فأجارته . فأمضى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ذاك وردّ زينب عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله بالنكاح الأوّل وقيل : إنّها ردّها بنكاح جديد ، وقيل : إنّما أسلم قبل انقضاء عدّتها ، وقيل : كان هذا ثمّ

1.البحار ج ۶ ص ۷۰۵ عن المحاسن للبرقي (المؤلّف)

2.جاء في الكنى والألقاب للقمّي ج ۱ ص ۱۱۰ أبو العاص هو ابن الربيع القرشيّ اسمه لقيط أو مهشم أو هشيم زوج زينب بنت النبيّ صلى الله عليه وآله أمّه هالة بنت خويلد أخت خديجة رضى اللَّه عنها ، وكان من أكثر رجال مكّة مالاً وأمانة وتجارة ، والخبر في حسن مصاهرته في أيّام الشِعْبِ مشهور ، وقصّة أسره ببدر وفدائه في الكتب مسطورة ، توفّي سنة ۱۲ (المؤلّف)

الصفحه من 116