أمّ المؤمنين الطاهرة خديجة بنت خُويلد - الصفحه 96

فرفع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله رأسه إلى السماء ثمّ قال : مثل سعد يُضمّ؟ .
قال : جعلت فداك إنّا نحدّث أنّه كان يستخفّ بالبول! ، فقال : معاذ اللَّه إنّما كان من زعارة في خُلُقه على أهله .
قال : فقالت أُمّ سعد : هنيئاً لك يا سعدُ ، قال : فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : يا اُمّ سعدٍ ، لا تحتّمي على اللَّه ۱ .
عن يزيد بن خليفة قال : سأل عيسى بن عبداللَّه أبا عبداللَّه عليه السلام وأنا حاضر فقال : تخرج النساء إلى الجنازة؟ ،
وكان متّكئاً ، فاستوى عليه السلام جالساً ثمّ قال : إنّ الفاسقَ عليه لعنة اللَّه آوى عمّه المغيرة بن أبي العاص ، وكان ممّن هدر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله دمه فقال لابنة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : لا تُخْبِري أباك بمكانه ، كأنّه لا يوقنُ أنّ الوحي يأتي محمّداًصلى الله عليه وآله فقالت : ما كنتُ لأكتمُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وآله عدوّه .
فجعله بين مشجبٍ له ولحفه بقطيفة ، فأتى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله الوحيُ ، فأخبره بمكانه فبعث إليه عليّاًعليه السلام وقال صلى الله عليه وآله : اشتمل على سيفك ، وائت بيت ابنة ابن عمّك ، فإن ظفرتَ بالمغيرة فاقتله .
فأتى البيتَ فجالَ فيه فلم يظفر به فرجع إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فأخبره فقال : يارسول اللَّه صلى الله عليه وآله لم أره ، فقال صلى الله عليه وآله : إنّ الوحيَ أتاني فأخبرني أنه في المشجب ، ودخل عثمان بعد خروج عليّ عليه السلام فلمّا رآه أكبَّ ، ولم يلتفت إليه ، وكان النبيّ صلى الله عليه وآله حنيناً كريماً فقال : يارسول اللَّه صلى الله عليه وآله هذا عمّي ، هذا المغيرة بن أبي العاص ، وقد - والذي بعثك بالحقّ - أمّنته ، وكذب ، فأعادها ثلاثاً ، يأتيه عن يمينه ، وعن يساره ، فلمّا كان في الرابعة رفع رأسه إليه ، فقال صلى الله عليه وآله : قد جعلتُ لك ثلاثاً ، فإنْ قدرتُ عليه بعد ثالثة قتلتُه .

1.البحار ج ۶ ص ۷۰۷ نقلاً عن الكافي للكليني (المؤلّف)

الصفحه من 116