إثبات صدور الحديث أسبابه و مناهجه - الصفحه 16

البلاغة)... ولكن إذا كان لغلاة الشيعة هوىً في تجريح الصحابة ورميهم بالكذب ، ليخلصوا إلى إمامة عليّ وعصمة الأئمّة من بعده ، فما هو هوى الاستاذ في هذا؟ إلاّ أن يكون غرضه التشكيك بهم، وهم نقلة السنّة إلينا ، وعنهم أخذناها» ۱ .
ويلاحظ عليه: إنَّ إمامة عليّ وبنيه عليهم السلام ثابتة بأدلتها القطعية من الكتاب والسنة ، وليست بحاجة إلى تجريح الصحابة ورميهم بالكذب ، بل إنَّ تجريح بعض الصحابة متفرع على مخالفتهم لنصوص الإمامة الثابتة بأحاديث متواترة لدى الفريقين .
كما أنَّ ما ادّعاه من أنَّ الصحابة هم نقلة السنّة وعنهم أخذناها ، ليس صحيحا على إطلاقه؛ فإنَّ منهم من قام بإحراق السنّة ومنع من روايتها وتدوينها ، وتفصيل الكلام بهذا الشأن يخرج بنا عن حدود البحث ۲ .
وأيّا ما كان ، فإنّ دعوى وقوع الوضع والكذب بعد الفتنة ، لا يمكن قبولها؛ إذ هناك شواهد تدل على وقوعه قبل ذلك ، منها:
1 ـ ما رواه الخليفة الأوّل عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنه قال: «لا نورث ما تركنا صدقة» ۳ الذي ردّته بضعة النبيّ صلى الله عليه و آله فاطمة الزهراء عليهاالسلامبمنافاته لقوله تعالى: «وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ» (سورة النمل:27/16) . ولقوله تعالى في ما اقتصّ من خبر زكرّيا: « . . .فَهَبْ لِى مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا*يَرِثُنِى وَ يَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا » (مريم:19/5 ـ 6) .

1.السنّة ومكانتها في التشريع ، مصطفى السباعي ، ص ۲۷۰ .

2.انظر بهذا الصدد: ۱ ـ تدوين السنة الشريفة ، للسيّد الجلالي . ۲ ـ المنع من تدوين الحديث للعلامة السيّد علي الشهرستاني . ۳ ـ اين سنة الرسول؟ وماذا فعلوا بها؟ للباحث أحمد حسين يعقوب .

3.صحيح مسلم بشرح النووي ۱۲/۲۹۹ ، الحديث رقم ۴۵۵۵ وصحيح البخاري ، مُحمّد بن إسماعيل ۶/۲۴۷۴ الحديث رقم ۶۳۴۶ .

الصفحه من 45