إثبات صدور الحديث أسبابه و مناهجه - الصفحه 18

واهل بيته» ۱ .
وقال أبو جعفر الإسكافي: «وقد صحَّ أنَّ بني أميّة منعوا من إظهار فضائل عليّ عليه السلام وعاقبوا على ذلك الراوي له ، حتى أنَّ الرجل إذا روى عنه حديثا لا يتعلّق بفضائله بل بشرائع الدين ، لا يتجاسر على ذكر اسمه ، فيقول: عن أبي زينب» ۲ .
المحور الثاني: وضع روايات تقتضي ثَلْبَ الإمامِ عليّ عليه السلام والطعن فيه .
قال ابن أبي الحديد: «وذكر شيخنا أبو جعفر الإسكافي أنَّ معاوية وضع قوما من الصحابة ، وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحةٍ في عليّ عليه السلام تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جُعلاً يُرغب في مثله ، فاختلقوا ما أرضاه ، منهم: أبو هريرة ، و عمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير» ۳ .
«وقد رُويَ أنَّ معاوية بذلَ لِسَمُرة بن جُندب مائة ألفِ درهم حتى يروي أنَّ هذه الآية نزلت في عليّ بن أبي طالب: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُو فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِى قَلْبِهِى وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ* وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ »(البقرة: 2/204 ـ 205) .
وأنَّ الآية الثانية نزلت في ابن ملجم ، وهي: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ . . .» (البقرة:2/207) .
فلم يقبل ، فبذل له مائتي ألف درهم ، فلم يقبل ، فبذل له ثلاثمائة ألف ، فلم يقبل ، فبذل له أربعمائة ألف ، فقبل! وروى ذلك» ۴ .

1.شرح نهج البلاغة ، ابن ابي الحديد ۱۱/۴۴ .

2.شرح نهج البلاغة ۴/۷۳ .

3.شرح نهج البلاغة ۴/۶۳ .

الصفحه من 45