إثبات صدور الحديث أسبابه و مناهجه - الصفحه 19

وممّا وضعه أبو هريرة في الانتقاص من الإمام علي عليه السلام استجابةً لأوامر معاوية ما رواه الأعمش ، قالَ: لمّا قدمَ أبو هريرة العراقَ مع معاوية عامَ الجماعة ، جاءَ إلى مسجد الكوفة ، فلمّا رأى كثرة مَن استقبله من الناس ، جثا على ركبتيه ، ثمَّ ضرب صَلْعته مِرارا ، وقال: يا أهل العراق ، أتزعمون أنّي أكذب على اللّه وعلى رسولهِ وأحرقُ نفسي بالنار! واللّهِ لقد سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: «إنَّ لكلِّ نبيٍّ حرما ، وإنَّ حرمي بالمدينة ما بين عَيْر إلى ثَوْر ، فمَن أحدثَ فيها حَدَثا ، فعليه لعنةُ اللّه والملائكة والناسِ اجمعين» .
وأشهد باللّه أنَّ عليّا أحدثَ فيها . . .
فلمّا بلغ معاويةَ قولُه ، أجازه وأكرمه ، وولاّه ولاية المدينة» . ۱
وممّا وضعه عمرو بن العاص:الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما مُسندا ، متصلاً بعمرو بن العاص ، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول: «إنَّ آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء ، إنّما وليي اللّهُ وصالحُ المؤمنين» ۲ .
وممّا وضعه عروةُ بن الزبير: أنَّ عائشة حدّثته ، قالت: كنت عند النبيّ صلى الله عليه و آله إذ أقبل العبّاس وعليٌّ ، فقال: «يا عائشة ، إنْ سرّكِ أنْ تنظري إلى رجلينِ من أهلِ النارِ ، فانظري إلى هذينِ قد طلعا» فنظرتُ فإذا العبّاس وعليّ بن أبي طالب ۳ .
المحور الثالث: وضع أحاديث تَنسب مناقبَ إلى الصحابة ، لتكون معادلاً لأحاديث الفضائل الثابتة في شأن الإمام عليّ عليه السلام .
منها: نقل ابن أبي الحديد عن المدائني في كتاب الأحداث قوله: وكتب معاويةُ إلى عمّاله في جميع الآفاق . . . أن «انظروا مَن قِبَلكُم من شيعة عثمان ومحبّيه وأهل

1.شرح نهج البلاغة ۴/۶۷ .

2.شرح نهج البلاغة ۴/۶۴ .

الصفحه من 45