الموقف الحقّ من عمر بن عبد العزيز الأمويّ - الصفحه 114

التواريخ وأرباب السِّيَر ، وكان بنو أُميّة ـ لعنهم اللّه ـ قد اتّخذوه سُنّةً في خطبهم على المنابر ۱ كما قال ابن سنان الخفاجيّ:

أَعْلى المنابرِ تُعلنون بسبّهِ
وبسيفهِ نُصبتْ لكم أعوادُها

وقال الشيخ العلّامة أحمد الحفظيّ الشافعيّ في أُرحوزته:

وقد حكى الشيخُ السيوطيُّ أَنّهْ
قد كان في ما جعلوه سُنّهْ

سبعون ألف منبرٍ وعَشَرَهْ
من فَوقها يَلعَنُونَ حيدرَهْ

وهذهِ في جنبِها العظائمُ
تصغرُ بلْ تُوجّهُ اللوائمُ

وقال الشيخ الصدوق أبوجعفر مُحمّد بن عليّ ابن بابويه القمّيّ رحمه الله في (كتاب مَن لا يحضره الفقيه): سألتُ شيخنا مُحمّد بن الحسن بن الوليد رضى الله عنه عمّا يستعمله العامّة من التهليل والتكبير على أثر الجمعة ما هو؟ .
فقال: روّيتُ أنّ بني اُميّة كانوا يلعنون أميرالمؤمنين عليه السلام بعد صلاة الجمعة ثلاث مرّات ، فلمّا وليَ عمر بن عبدالعزيز نهى عن ذلك وقال للناس: التهليل والتكبير بعد الصلاة أفضل (اه ) .
هذا مع قول النبيّ صلى الله عليه و آله : «من سبّ عليّاً فقد سبّني» رواه الحاكم في (المستدرك) ۲ وقال: صحيح الإسناد .
بَيْد أنّ العلّامة الأميني رحمه الله قد تعقّب ما يُحكى من رفع السبّ بقوله ۳ : الذي يظهر من كلام المسعوديّ في مروجه ۴ واليعقوبي في تاريخه ۵ وابن الأثير في

1.شرح نهج البلاغة ۴: ۵۶ ـ ۵۷ .

2.المستدرك على الصحيحين: ۱/۱۲۱؛ فضائل الخمسة من الصحاح الستّة: ۲/ ۲۴۷ ـ ۲۴۹ .

3.الغدير: ۱۰/۲۶۶ .

4.مروج الذهب (۲/۱۶۷) .

5.تاريخ اليعقوبي (۳/۴۸) .

الصفحه من 120