الموقف الحقّ من عمر بن عبد العزيز الأمويّ - الصفحه 115

كامله ۱ والسيوطيّ في (تاريخ الخلفاء) وغيرهم: أنّ عمر بن عبدالعزيز إنّما نهى عن لعنه عليه السلام في الخطبة على المنبر فحسب ، وكتب بذلك إلى عمّاله وجعل مكانه «رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِاءِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْاءِيمانِ» الآية (الحشر:59/10) وقيل: بل جعل مكان ذلك «إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ اْلإِحْسانِ» الآية (النحل:16/90) وقيل: بل جعلهما جميعاً ، فاستعمل الناس ذلك في الخطبة .
وأمّا نهيه عن مطلق الوقيعة في أميرالمؤمنين عليه السلام والنيل منه ، وأخذ كلّ متحاملٍ عليه بالسبّ والشتم وإجراء العقوبة على مرتكبي تلكم الجريرة؛ فلسنا عالمين بشيءٍ من ذلك .
غير أنّا نجد في صفحات التأريخ أنّ عمر بن عبدالعزيز كان يجلد من سبّ عثمان ومعاوية ، كما ذكره ابن تيميّة في كتابه (الصارم المسلول) ۲ .
ولم نقف على جلده أحداً لسبّه أميرالمؤمنين عليه السلام (اه ) .
وممّن ذهب إلى القول بنجاته الفاضل الدربنديّ رحمه الله في كتابه (أسرار الشهادة) ۳ فإنّه قال ـ بعد نقل الخلاف الواقع بين الأصحاب في شأن عمر بن عبدالعزيز ـ : وبالجملة فإنّه ما نجا من آل الحَكَم ، أي الذين تُعرف أنسابهم ، إلّا عمر بن عبدالعزيز (اه ) .
ووهن هذه المقالة يظهر بالوقوف على ما ذكرناه آنفاً ، فلا نطيل بالإعادة .

2 ـ وأمّا السكوت عن عمر بن عبدالعزيز وإيكال أمره إلى اللّه تعالى :

فهو صريح كلام المحقّق الكركيّ رحمه الله في رسالة (تعيين المخالفين

1.الكامل لابن الأثير (۷/۱۷) .

2.الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه و آله : ۲۷۲؛ تاريخ الخلفاء: ۲۳۷ .

3.أسرار الشهادة: ۲۱۲ .

الصفحه من 120