الموقف الحقّ من عمر بن عبد العزيز الأمويّ - الصفحه 121

المسجد فمرّ عمر بن عبدالعزيز ، وعليه نعلان شراكهما فضّة ، وكان من أمجن الناس وهو شابٌّ ، فنظر إليه عليّ بن الحسين عليهماالسلامفقال: «يا عبداللّه بن عطاء ، أترى هذا المترَف؟ إنّه لن يموتَ حتى يلي الناسَ» .
قال: قلت: هذا الفاسق؟ .
قال: «نعم ، لا يلبث فيهم إلّا يسيراً حتّى يموت ، فإذا ماتَ لعنهُ أهلُ السماء ، واستغفرَ لهُ أهلُ الأرض» .
وروى أبوبصير قال: كنتُ مع الباقر عليه السلام في المسجد ، إذ دخل عمر بن عبدالعزيز ، عليه ثوبان ممصَّران ، متكئاً على مولىً له ، فقال عليه السلام : «لَيَلِيَنَّ هذا الغلامُ ، فيظهر العدلَ ، ويعيشُ أربع سنين ، ثمّ يموتُ ، فيبكي عليه أهلُ الأرض ، ويلعنه أهلُ السماء» .
قال: يجلس في مجلسٍ لا حقّ له فيه ۱ .
وورد في زيارة عاشوراء قوله عليه السلام : «ولَعَنَ اللّهُ آلَ زيادٍ وآلَ مروانَ ولَعَنَ اللّهُ بني أُميّةَ قاطِبةً» .
وهذا العموم يأبى التخصيص ـ كما حُقّق في محلّه ـ وإنْ حاول بعضهم تخصيصه بعمر بن عبدالعزيز ، وليس هنا محلّ بسط الكلام في ذلك .
هذا ، وقد عرفتَ في ما مرّ: أنّ أحاديث مدحه لا تعارض أحاديث قدحه ، ولاتدفعها ، لأنّ تلك الأحاديث:
إمّا محمولةٌ على التقيّة ، فلا يحتجّ بها ، ولا تصلح للتخصيص .
وإمّا هي ظاهرةٌ في مدحه ، وما ورد في ذمّه نصٌّ صريحٌ لايحتمل التأويل؛ فيقدّم النصُّ على الظاهر ، كما هو مقتضى القاعدة المقرّرة . واللّه أعلم .

1.بحارالأنوار: ۴۶/۲۵۱ .

الصفحه من 120