مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - الصفحه 201

ولمّا تراءى له جبرئيلُ بأعلى الوادي ، وعليه جبّةُ سُندُس ، أخرج له دُرْنُوكاً من درانيك الجنّة ، وأجلسه عليه ، وأخبره أنّه رسول الله ، وأمره بما أراد ، ثمّ قال : « أنا جبرئيل» وقام ، فلحق محمّد(صلى الله عليه وآله) بالغنم ، وكان يرعى غنمَ عمّه أبي طالب .
قال : «فما مِن شجرة ولا مدرة إلاّ سلّمتْ عليَّ وهنَّأَتْنِي» ۱ .

حصياتٌ من الفردوس:

۰.روى الصدوق عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنّه قال:إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) وجّهني يوم بَدْر ، فقال: «ائتني بِكَفِ حصيات مجموعةً في مكان واحد» فأخذتُها ثمّ شَمَمْتُها ، فإذا هي طيّبةٌ تفوحُ منها رائحةُ المِسْك ، فأتيتُه بِها ، فرمى بها وجوهَ المُشركين . وتلك الحصيات أربعٌ منها كنَّ من الفِردَوس ، وحَصاةٌ من المَشرِق ، وحَصاةٌ من المَغرِب ، وحَصاةٌ من تحتِ العَرشِ ، مَعَ كلّ حصاة مائةُ ألفِ مَلَك مَدَداً لَنا ، لمْ يُكْرِم اللهُ عزّوجلّ بِهذهِ الفَضيلةِ أَحَداً قبلُ ولا بعدُ» ۲ .
وعن الزهري ، عن عروة عن جابر رضي الله عنه قال: سمعتُ صوتَ حصيات وقعنَ من السماء ، كأنّهنَّ وقعتْ في طست ، فلمّا اصطَفَّ الناسُ أخذهنَّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) فرمى بهنَّ في وجوه المُشركين ، فانهزمُوا ، فذلك قول الله عزّوجلّ: (...وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِىَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلآَءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الأنفال:۸/۱۷) . وعن حكيم بن حزام قال : التقينا فاقتتلنا ، فسمعتُ صوتاً وقعَ من السماء إلى الأرض مثل وقع الحصاة في الطست ، وقَبَضَ النبيّ(صلى الله عليه وآله) القبضةَ فرمى بها ، فانهزمنا .
وقال نوفل بن معاوية: انهزمنا يوم بَدْر ، ونحن نسمع وقع الحصى في

1.الخرائج والجرائح ۱ / ۸۳ .

2.الخصال ص ۵۷۶ .

الصفحه من 229